برنسيس إيكاروس

Tuesday, November 27, 2012

أحسني الاختيار


القبس 27 فبراير 2012

كتبت منى الشافعي

أحسني الاختيار

***

    اختي الناخبة، حتى تظلي جزءاً من الحركة السياسية فعليك التوجه الى صناديق الاقتراع لتفعيل حقك السياسي واختيار من يمثلك تحت قبة البرلمان، ولتتذكري ان صوتك أمانة ومسؤولية، يستحقه فقط المرشح - من الجنسين - الذي يقترب من مبادئك وطموحك ورغباتك وتطلعاتك لمستقبل كويتي أفضل لك وللأجيال القادمة، والذي بالضرورة تشعرين بانه يتبنى قضاياك الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتثقين بطرحه وصدقه ونزاهته، مقترباً من المصلحة العامة، مبتعداً عن مصلحته الشخصية .

***

    البعض يشكك في الصوت النسائي في حالة اختيار المرأة من يمثلها تحت قبة عبدالله السالم، مستنداً الى ان تبعية المرأة للرجل، البعض الآخر يؤكد سطوة هذه التبعية، هناك من يتساءل: هل العادات والتقاليد أو المعتقدات الدينية، أو أمور أخرى طارئة، هي التي ستتحكم في صوت المرأة؟! وهل هناك فرق بين المرأة المثقفة والأخرى البسيطة؟ وهل باستطاعة الرجل ان يؤثر في المرأة فارضاً رأيه الانتخابي ؟

***

    لنعِ ان المجتمع الكويتي، كأي مجتمع آخر، يتكون من شرائح متعددة، وأطياف مختلفة في العادات والتقاليد الاجتماعية وفي أسلوب الحياة، وفي المستوى الفكري والعلمي والثقافي، وبالتالي فالاشكالية هنا ليست في التبعية للرجل أو عدمها، إنما الاشكالية الأكثر أهمية، هي ما مدى وعي المرأة الكويتية لحقها الانتخابي الذي كفله لها الدستور الكويتي؟ فإذا انتبهت الى هذا الحق فانها حتماً لن تتنازل عنه، بل ستسعى الى تحقيقه وتفعيله بكل حرية، وهو الذي سيكفل لها ممارسة حقوقها السياسية/الانتخابية، بقدر عال من المساواة والاطمئنان، من دون ضغوط ذكورية، أو ضغوط داخلية أو خارجية .

***

    إذاً، على المرأة الواعية المثقفة، ألا تتأثر برأي الرجل (أب، أخ، زوج، ابن) مهما كانت حجته مقنعة، أما فرض رأيه بالقوة الذكورية، فانه أمر مرفوض بكل المقاييس الإنسانية، لأنه يلغي حق المرأة الدستوري، وحرية الرأي الآخر واحترامه، كما يلغي إنسانية المرأة، فهل ترضى المرأة الكويتية ان تكون تابعاً للرجل في هذا اليوم التاريخي المميز الذي يشعرها بوجودها الإنساني، ويحسسها بقيمتها وحريتها الشخصية؟!

نعتقد ان كرامة المرأة وإنسانيتها ترفضان بشدة تلك التبعية، ما دامت متمسكة بحقها الدستوري، وما دامت ترفض بوعي وشجاعة الوصاية والتبعية، وسلب حقوقها السياسية، فلا خوف على المرأة الكويتية، ما دامت ستختار نائبها - من الجنسين - عن قناعة شخصية.

 
منى الشافعي

0 Comments:

Post a Comment

<< Home