برنسيس إيكاروس

Sunday, December 02, 2012

الكويتي في عيون الآخرين !

الكويتي في عيون الآخرين
 
كتبت منى الشافعي
 
*****
 
القبس 2 نوفمبر 2012
أحد الأصدقاء الأميركان أخبرني أنه انفصل عن زوجته، وحصل على حضانة ولده الصغير. وأكمل بشيء من الحزن: «بعد أن أصبحت المعيل الوحيد لأسرتي وخاصة ولدي الصغير، ومتطلبات تربيته التي تزداد يوما بعد آخر، فقد عودت نفسي على تناول وجبة واحدة في يوم، وفي اليوم الآخر وجبتين، وهكذا طوال الشهر، حتى أقتصد، كي تساعدني هذه الطريقة في تأمين حياة كريمة مريحة للصغير، مع انني أعمل طول النهار، وأعتني بولدي باقي اليوم، لكن الحياة عندنا صعبة، والفواتير تتضخم وتتكوم أمامي، يوما بعد آخر.. فواتير الضرائب، التأمين الصحي، أقساط المدرسة والشقة والسيارة، وغيرها من الأمور الحياتية الضرورية، لأنني وصغيري لا نحلم بالكماليات أبدا».
***
حين سألني عن أحوالنا في الكويت، خجلت من نفسي ماذا أقول له! لكنني تشجعت، ابتسمت لأقول: الحمد لله.. الكويت أمنا العودة، والحاضنة الشرعية لكل أبنائها من المواطنين.. الكويت بلد خير ونعمة، أمن وأمان، تكافل وتراحم، ترابط وتكاتف.. تعاون في الحلوة والمرة.. المواطن الكويتي تتكفل به الدولة منذ لحظة ولادته وحتى مماته.. الدولة عليها مصاريف تعليمه من مرحلة الروضة وحتى حصوله على الدكتوراه داخل الكويت وخارجها.. ثم تؤمن له الوظيفة، وله حرية اختيار وظيفته في حدود تخصصه.. وهناك هدية زواج نقدية سخية تقدم للشباب المقبل على الزواج، مع قرض زواج من دون فوائد.. ورعاية سكنية، وبدل إيجار.. ولن أنسى الشيء الأكثر أهمية وهو العلاج الطبي المجاني للمواطن داخل الكويت وخارجها.
كنت أتحدث، وألاحظ دهشته التي تملأ تقاطيع وجهه.. أما الصمت فقد شل لسانه.
أضفت: المهم ان المواطن لا يدفع ضرائب، فهذه الكلمة غير متوافرة في قاموس المواطن الكويتي.. هنا فتح عينيه عن آخرهما دهشة وذهولا.. أما الحسرة فقد لونت وجهه.. وأخبرته أن الكهرباء والماء والبنزين، يدفع المواطن فاتورتها بأسعار رمزية لا تذكر.. هذا إن دفع!.. ولكل أسرة بطاقة تموين.. وهناك مواد غذائية ضرورية كاللحوم والخبز مدعومة أيضا من الدولة.
***
وعندما جرنا الحديث عن الكماليات، أخبرته أن بعض المواطنين يمتلكون شاليهات، وآخرين يتمتعون بجواخير، وهناك من يمتلك أراضي زراعية، وكلها بأسعار رمزية، تعتبر من أملاك الدولة.. والكويتي مدمن سفر وترحال، والكل يقضي إجازته، خصوصاً الصيفية، في بقاع هذا الكون الجميل.
والشيء الجميل أن الحكومة تتكفل بحماية الأمومة والطفولة، ترعى المطلقات والأرامل والأيتام، وتؤمن لهم جميعا حياة كريمة مريحة.. وهناك الكثير غير هذا!
***
لكنني استدركت، فأكملت.. ناهيك يا مايكل عن أن الكويت دولة ديموقراطية، دولة مؤسسات، دولة دستور وقانون.. والأجمل أن حرية الرأي مكفولة لكن يحددها قانون حتى لا نتجاوز الخطوط الحمراء.
لكن حين أخبرته أن بعض المواطنين هذه الأيام مع كل هذه الميزات الذهبية التي أدهشتك، يتذمرون ويتحلطمون ويطالبون بأكثر وأكثر وأكثر!
أخيرا نطق صمته، والحسرة تتآكله: «هكذا إذاً يعيش المواطن الكويتي، حياة ترف ورفاهية يُحسد عليها.. وتقولين، يتذمر ويطالب اكثر.. اعذريني سيدتي.. بصراحة الكويتي «بطران»، فكيف لا يحمد ربه على هذه النعم؟! يبدو أنه إنسان أكثر من متطلب، أناني، تعود على الأخذ دون عطاء أو حتى كلمة شكر لهذا البذخ».
أضاف مايكل بحسرة ملتهبة: «ليتنا نتمتع بربع ما عندكم من هذه النعم، على الأقل كنت سأتناول وجبتين كاملتين مع الحلويات كل يوم، بدل الحرمان الذي أعانيه حتى لا أقصر مع صغيري.. ولربما استطيع ان اشتري بعض الكماليات لصغيري».

 

 

0 Comments:

Post a Comment

<< Home