برنسيس إيكاروس

Tuesday, December 04, 2012

ديمقراطية أسرية !

القبس الأربعاء 5 ديسمبر 2012

كتبت منى الشافعي
 
 
ديمقراطية أسرية
 
****
 
من الباب نفسه يخرج الثلاثة في صباح رائع يحمل تباشير الشتاء ببرودته المنعشة، صباح الأول من ديسمبر 2012.. تقلهم السيارة نفسها كل إلى وجهته المحددة، الأب والابن يتجهان إلى مبنى إحدى المدارس، بعد أن نزلت الأم أمام مدرسة أخرى، وهي بكل فخر واعتزاز تمسك بيدها ذلك الجميل الأسود اللماع لتمارس من خلاله، حقوقها الإنسانية / السياسية التي كفلها لها دستور دولة الكويت، وقد تجملت بأحلى ابتسامة، ومن أجل الكويت واستقرارها قدمت جنسيتها السوداء اللماعة لتنتخب بكل شفافية وحرية ووعي وإدراك، ووفق قناعاتها الشخصية، وميولها الفكرية، من دون أن يمارس أحدهم الضغط عليها، أو يحجر على فكرها، ويغير قناعاتها، أو يغتال توجهاتها.. نقول لتنتخب من سيمثلها تحت قبة عبدالله السالم، متناسية القبلية والطائفية والفئوية، وكل ما سيعكر صفو هذا اليوم المميز، المفصلي من تاريخ ديرتها الجميلة - وطنها الكويت - هذا اليوم الذي لا يشبه غيره من كل الأيام الفائتة.
***
في طريق العودة، وبعد أن استقل الثلاثة السيارة نفسها متجهين إلى البيت.. في هذه اللحظة فقط دار الحديث بينهم عن الانتخابات بكل شفافية ورحابة صدر، بدأت الأم حديثها قائلة: «الحمد لله لقد اخترت إحدى السيدات الفاضلات، التي طالما أقنعتني بطرحها العقلاني، وأشعرتني بحبها للديرة وأهل الديرة، وبصفاء معدنها الذهبي البراق.. متمنية لها الفوز والنجاح والتوفيق في مهمتها المقبلة».. نظر ابنها بكل ثقة، قال: «من الصدف الجميلة أنني اخترت أيضا السيدة الفاضلة نفسها، التي أقنعتني بطرحها الهادئ، وفكرها الذي تقارب مع فكري وطموحي، والتي توسمت كل الخير فيها، حسب قناعاتي الشخصية، دعما للمرأة الكويتية، التي تستحق بامتياز احترام الرجل ومساندته الأخوية، التي أثبتت جدارتها في مواقف كثيرة صعبة الاحتمال، منذ بداية تاريخ ديرتنا، وحتى يومنا هذا، كما أثبتت أنها فعلا أخت الرجال.. كم أتمنى يا أمي أن يتزين مجلس أمتنا المقبل بكوكبة من السيدات الفاضلات.. أتمنى النجاح لهن جميعا». ابتسم الأب ليقول: «لقد اخترت أحد المرشحين (التكانة)، عن قناعة تامة بشخصيته الشابة الإنسانية، الفاعلة في المجتمع، وبطروحاته ونزعته إلى الإصلاح، وبمواقفه النبيلة الوطنية التي كنت أتابعها، انتخبته بعيدا عن الصداقات والمجاملات والطائفية، لأن أغلب الأسماء المخضرمة الرنانة، خاصة من الرجال، قد خذلونا في مجالس أمتنا السابقة، متمنيا له ولأمثاله النجاح والتوفيق، لما فيه مصلحة ديرتنا الأم الحنون».
***
بصراحة، هذه أسرة كويتية راقية، تحترم الرأي، والرأي الآخر، كما تمارس الديموقراطية بحرية، وتطبقها بشفافية داخل أسرتها وخارجها.. وقمة الديموقراطية أن كل واحد من هذه الأسرة اختار حسب قناعته ورغبته من دون تدخل الآخر.
- نتمنى علينا جميعا تفعيل الديموقراطية كأسلوب حياة، بدءا من البيت، وانطلاقا إلى المجتمع

0 Comments:

Post a Comment

<< Home