برنسيس إيكاروس

Saturday, January 05, 2013

العنف عند الشباب



كتبت منى الشافعي
العنف عند الشباب
******
في السنوات الأخيرة، غزت بعض الأمور والمتغيّرات السلبية المجتمع الكويتي بقوة، ومنها انتشار العنف اللفظي والجسدي في المدارس وتخريب الممتلكات العامة، مثل الحدائق والطرقات وغير ذلك. العراك والشجار بــ «العُجرات» والكراسي في المقاهي والمطاعم، ثم أخذنا نسمع بسرقة السيارات والبيوت والمحلات التجارية، تطور العنف ليشمل الاختطاف والاغتصاب تحت تهديد السلاح. نعرف جيداً أن عنف الشباب متفشٍّ في العالم، وشبابنا ليس بمعزل عن غيره، ولكن أن يصل العنف إلى حد القتل البشع بالسكين وإطلاق الرصاص من الـ «كلاشينكوف» بنية القتل، فهذا إذن يستدعي وقفة، بل «أم الوقفات»!
* * *
العنف عند الشباب كاد يصبح ظاهرة - لا سمح الله - ولكن ما هو العنف؟ «يعرّف بأنه إيذاء إنسان وإلحاق الضرر به، وهو سلوك يكتسب، وينشأ مع الطفل خطوة بخطوة، ليصل إلى ذروته في فترتي المراهقة والشباب، وهما فترتا التمرد والعنفوان». وبالتالي، يجبرنا العنف على دراسة الأسباب المؤدية إلى ارتكاب مثل هذه الحماقات العنيفة، التي امتدت وتطورت لتصل إلى حد القتل وإزهاق الأرواح البريئة، «ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلابالحق» صدق الله العظيم
وبعد التعرّف على الأسباب، نستطيع وضع الحلول، لنعالج هذه الممارسات الطائشة، والقضاء عليها، أو حتى الحد من أعنفها، قبل فوات الأوان.
كلنا نعرف أن من الأسباب التي ساعدت على انتشار موجة العنف عند الشباب وتعدد صوره، هو الإفراط في الإدمان على الكحوليات وأنواع المخدرات - «التارسة الديرة» - وسهولة الحصول على أنواع الأسلحة الحادة، بحيث أصبح حمل هذا النوع من السلاح عند بعض الشباب نوعاً من التباهي والتفاخر! لن ننسى هنا أصدقاء السوء والفشل في المراحل الدراسية والبطالة والفروقات الاجتماعية الطبقية، وغياب الوازع الديني، وانتشار الثقافة الاستهلاكية بين الشباب
نتساءل: مَنِ الْمسؤول عن وجود هذه الأسباب، التي تقود إلى العنف؟ الجواب يأتي بسهولة وبكل صراحة: الأسرة هي المسؤول الأول عن سوء تربية الأطفال، المراهقين، الشباب، والابتعاد عن رعايتهم واحتضانهم ومتابعتهم ومراقبة سلوكهم اليومي، وبالتالي إهمالهم، لن نغفل دور المدرسة المؤثر في المجتمع. فأين دورها التربوي والتوعوي والتعليمي؟! لن نتناسى ثقافة الإعلام، خصوصاً المرئي، ودوره الفاعل في توجيه النشء، لأن الطفولة تتأثر بما تراه وتسمعه. هنا، أيضاً، يقفز إلى الذهن عدم تطبيق القوانين في الديرة، والتي لعبت الواسطة دورها المعروف والمشهور في التدخل الصريح والسافر في كيفية تطبيق القوانين، خصوصاً ضد جرائم الشباب، مما أدى إلى تمادي هذه الفئة في أعمالها البشعة العنيفة.
* * *
قبل أن نجلس لنضع الحلول بالقضاء على الأسباب لهذه «الظاهرة»، يجب علينا أولاً إيجاد صيغة جديدة، يومية، دورية، تسمى «سياسة الحوار مع الشباب»، لحل جميع قضاياهم، لأن قضاياهم تختلف، وبهذا نحد من العنف المتراكم في عقولهم وقلوبهم حتى نقضي عليه. ولكن لا ننس، ولنع جيداً أن هناك الشاب المواطن، والشاب غير محدد الجنسية (البدون)، والشاب الوافد، وبالتالي لكل منهم مشكلاته الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، ولكل منهم تطلعاته واحتياجاته ورغباته، ولنستمع إلى الجميع، لأننا نعيش على أرض واحدة، رحيمة وطيبة!
كل عام أنتم بألف خير في بلد الأمن والأمان

0 Comments:

Post a Comment

<< Home