برنسيس إيكاروس

Sunday, July 07, 2013

الإشاعة.. كلاكيت مجدداً!


كتبت منى الشافعي

الإشاعة.. كلاكيت مجدداً

القبس 25 يونيو 2013

******

 تماسك الجبهة الداخلية هو السند الأول والأهم لبقاء الأمن والأمان والاستقرار، خاصة ان المنطقة حولنا تغلي .

********************************************************************************************

كتبت عن الإشاعة أكثر من مقال، في ظل ظروف تستدعي ذلك، محذرة من بث الإشاعات البشعة وترويجها.. وها أنا تضطرني ظروف اليوم أن أكتب مرة أخرى عن الإشاعات التي بدل أن تتوقف لتختفي، تصاعدت حدتها بشكل قوي، لتساهم في قلقنا، وتزيد من توجسنا وتوترنا مما هو آت!

***

مع تسارع الأحداث السياسية المختلفة، والمتغيرات المضطربة في منطقة الشرق الأوسط، والتي لسنا بمعزل عنها.. بل أخذت تقترب منا قليلا.. وفي ظل هذا الاقتراب، والحالة السياسية والاجتماعية التي نعيشها في الداخل بأجوائها المحتقنة.. واستمرار الصراعات الخارجية المتصاعدة، وربيعها الذي لم ينته.. ونظرا لوجود تقنية وسائط التواصل الاجتماعي الحديثة، التي يعرفها الجميع، ويستخدمها أغلبنا، مثل تويتر، فيسبوك، واتس آب، انستغرام وغيرها، عدا الدواوين المحلية، والملتقيات الخاصة والعامة في الديرة، فقد ازدادت فورة الإشاعة، وتطورت، لتجد لها مكانا خصبا في عقول الناس ونفوسهم.

***

أما مَنْ يبث هذه الإشاعات السمجة ويروج لها، فهم أصحاب النفوس الضعيفة، والوطنية المعدومة، والضمائر الميتة.. ومثل هؤلاء يتصيدون الوقت المناسب، حسب أجنداتهم التخريبية لبث الإشاعات لمصلحة الجماعات التي ينتمون إليها، التي تهدف من وراء هذه الأفعال الفاشلة، الى إشعال جذوة الفتنة، والتفرقة بين المواطنين، وزعزعة الثقة في ما بينهم، والهدف الأساسي تفكيك الجبهة الداخلية، ليصبح كل فرد منّا يخشى أخاه، ويتربص به، جراء تلك الإشاعات الكاذبة.. هذا ما يريدونه ويتمنون حدوثه.. فهل نساعدهم على تحقيق هدفهم؟!

 
*** 

عاش أهل الكويت سنوات طويلة، داخل السور وخارجه، كأسرة واحدة، لم يستطع ان يفرق بينهم أحد، بل إن الغزو العراقي عام 1990، عزز هذا التماسك والترابط والتلاحم، وأكد مبدأ الأسرة الواحدة.. فهل بعد هذا تفرق تماسكنا مثل هذه الإشاعات المدسوسة الكاذبة؟ ونحن في أمسّ الحاجة إلى هذا التماسك، وذاك الترابط، الذي كان ولا يزال سمة أهل الكويت، وهذا ما نتمناه ونسعى إليه جميعا، لا سيما والمنطقة من حولنا تمر بظروف حساسة غير مسبوقة، وحالة سياسية متأزمة غير مريحة، مشوبة بشيء من الغموض والضبابية.

نتمنى علينا جميعا، مواطنين ومقيمين، التحلي بضبط النفس، والتصدي بقوة وثقة لمثل هذه الإشاعات المخرّبة، البشعة، الباطلة، والامتناع عن ترويجها، غير متناسين أن تماسك الجبهة الداخلية هو السند الأول والأهم لبقاء الأمن والأمان والاستقرار الداخلي، خاصة المنطقة لا تزال تغلي بأجوائها المأزومة من حولنا.

لنتذكر جيدا أن الإشاعة سلاح الجبناء، الضعفاء، الفاشلين الذين يختبئون خلف دخانها! 

منى الشافعي
alshafei_m@

0 Comments:

Post a Comment

<< Home