برنسيس إيكاروس

Saturday, January 18, 2014

الموسيقى لغة المشاعر والأحاسيس



كتبت منى الشافعي
 


تفتِّت جمود الحياة اليومية الصعبة .. وما أكثرها هذه الأيام

**************

ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن الموسيقى، لأنها دائماً تغريني كلغة إنسانية راقية وجميلة .

يقول المؤلف الموسيقي الهنغاري زولتان كواري: "الإنسان من دون موسيقى ناقص، وبعيد عن التكامل" .

والمعروف أن الموسيقى يذكرها التاريخ، وتغص بها الأساطير القديمة، والروائع المتنوعة، وترددها الطبيعة بحفيف اشجارها، وهياج عواصفها، وثورة براكينها، ورعود سمائها، وهطول امطارها، كما ترددها الأديان والعقائد على اختلافها بطرق جميلة واساليب مختلفة، وبالتالي يعشقها الكون بكل اسراره، وتحبها الطبيعة بكل حيواتها، لأنها نبض القلوب الإنسانية، وإيقاع خطواتها ودبيبها.

انها اللغة الجميلة التي خص بها الخالق، جلّ جلاله، الطبيعة بكل مكوناتها، وكائناتها.. فلماذا يرفضها البعض مِنّا؟.

***

مؤلم، ونحن في القرن الحادي والعشرين، ونجد بيننا مَنْ لا يتقبّل شيئاً حضارياً اسمه الموسيقى، وآلاتها المتطورة الحديثة! والأنكى أن هؤلاء يجيزون لأنفسهم تحريمها على الآخر. ذلك لأنهم لا يدركون انها عنصر ثقافي حضاري للاستمتاع، ولتهذيب النفوس، وللمشاركة في تربية الإنسان منذ طفولته المبكرة وحتى كهولته، ولها مردود حيوي على حياته. كما أنها لعبت ادواراً كبيرة في العملية التربوية ولا تزال، منها الدور الوجداني والحضاري والعلاجي. والأهم الدور القومي والوطني التهذيبي، وغير ذلك الكثير من الأمور الحياتية، وبالتالي اصبح من الضروري الا نحرم أبناءنا منها.

يا جماعة، متى نعي ان الموسيقى لغة تخاطب اعماق الانسان مباشرة، وهي لغة الانفعالات والعواطف، تُفتت جمود الحياة اليومية الصعبة؟! وما أكثرها هذه الايام! أبَعدَ كل هذا يأتي مَن يعتبرها نوعاً من الترف ويحتقر آلاتها الحديثة، وبالتالي تُشكل له ازمة، يجب بترها والتخلص منها، ويحرّمها على ابنائنا، علماً بأنها ارقى انواع التسلية البريئة وأسماها في الوجود؟!

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

@alshafei_m

 القبس 18 يناير 2014

 

0 Comments:

Post a Comment

<< Home