برنسيس إيكاروس

Saturday, January 04, 2014

العلاقة بين المعلم والتلميذ





كتبت منى الشافعي
العلاقة بين المعلم والتلميذ


   العلاقة بين المعلم وتلاميذه علاقة خاصة جداً، فيجب أن يقوم المعلم إلى جانب وظيفته التعليمية، بدور الأب أو الأم بالنسبة للطفل، فعليه أن يحنو عليه بجانب تعليمه مناهج الدراسة

                **********************************************

انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لتلميذة صغيرة، والعلكة ملتصقة بشعر رأسها بشكل مؤلم، فكان تفاعل الرأي العام واضحاً، بحيث قرأت العديد من عبارات الاستنكار والاستغراب من منظر هذه الصغيرة. ولكن كيف حصل ذلك، ولماذا؟!

* * *
نشرت جريدة الوطن خبراً لحادثة غريبة، غير لائقة.. يقول الخبر: «سببت علكة كانت مع تلميذة إلى التوصية بإنهاء خدمات معلمة، وفصلها من العمل بسبب التصرف الخاطئ الذي قامت به تجاه التلميذة، عندما لاحظت في فمها علكة أثناء الحصة الدراسية، فطلبت من التلميذة إخراجها، وبعد أن قامت بإخراجها، أخذتها منها وألصقتها بشعر رأسها، الأمر الذي أوقعها في حرج أمام زميلاتها التلميذات.. وبدأت في البكاء .

* * *
لماذا أخذنا نسمع في الآونة الأخيرة بعض الحوادث غير السوية في المدارس، بدأت بعقاب لفظي بسيط من المعلم موجهاً إلى التلميذ المخطئ، ولكن تمادت هذه الحوادث أحياناً إلى سلوك قاسٍ، كضرب التلميذ، أو إهانته، أو السخرية منه والاستهزاء العلني به؟! ألا ندرك ان هذه أمور شديدة التأثير سلباً في العلاقة بين المعلم والتلميذ، التي يجب أن تكون إيجابية، متينة، متماسكة، دافئة كحنان الأمومة، وليست علاقة عدوانية، لأن علاقة المعلم بالتلميذ تعتبر من أسمى العلاقات الاجتماعية التي تصادف التلميذ في حياته الدراسية؟

* * *

تقوم العملية التربوية على أهم عنصرين، المعلم والتلميذ: لذا على المعلم قبل أن يكون معلماً، أن يكون مربياً مكملاً لدور البيت في تربية الأبناء، كما يحتاج أن يكون لطيفاً، بشوشاً، متسامحاً، يتمتع بسلوك متميز في تعامله مع تلامذته، خاصة الصغار، وألا يعاملهم بفوقية، واجبه التربوي أن يحتويهم بطيبته وإنسانيته حتى يندمجوا معه بكل براءتهم وعفويتهم، لأن التلميذ يحتاج إلى بيئة حاضنة تحبه، تحترمه، تساعده على الإبداع والنجاح في مسيرته الدراسية، أما إذا ساءت هذه العلاقة بينهما، فحتماً ستؤثر سلباً في مستقبل التلميذ الدراسي. وبالتالي على المعلم التربوي الذي يحترم مهنته ويقدّسها، أن يراعي الجانب النفسي للتلميذ المخطئ، وأن يسامحه ويمنحه بكل ود فرصة أخرى لتصحيح أخطائه. هذا هو المعلم، المربي الصالح.

***

نعم وبكل ثقة، تستحق هذه المعلمة، اللامربية، إنهاء خدماتها، وفصلها من عملها التربوي بسبب تصرفها الخاطئ اللاإنساني، الذي أساء إلى نفسية التلميذة الصغيرة البريئة. فهل يتحوّل دور المعلم التربوي الذي يعمل في وزارة تسمى «التربية» إلى دور متسلط، قاسٍ، ويغفل أن عيالنا، فلذات أكبادنا، أمانة تركناها بين يديه وفي عنقه؟!

منى  الشافعي

القبس / السبت 16 نوفمبر 2013

0 Comments:

Post a Comment

<< Home