برنسيس إيكاروس

Saturday, January 04, 2014

وانقطع التواصل الشفاهي بيننا





وانقطع التواصل الشفاهي بيننا

بقلم منى الشافعي

******

أجهزة التواصل الحديثة سهلت حياتنا لكنها قد تكون زادت من المخاطر التي تحيط بنا.. فهل يمكننا تقنين استخدامها ؟

*************************************************************************

   تابعت مقابلة الدكتورة ناهدة الزهير، في برنامج «اليوم السابع» على شاشة «قناة الوطن». شدتني المقابلة حين تحدثت الدكتورة الزهير عن خطورة التعامل اليومي المكثف مع اجهزة التكنولوجيا الحديثة التي غزتنا بأشكالها وأحجامها، من آي فون وآي باد ولاب توب، وبرامجها المتنوعة وبخاصة برامج التواصل الاجتماعي من واتس آب وتويتر وفيسبوك وانستغرام وغيرها.

    وأنا مندمجة أتابع حديث الدكتورة ونصائحها العلمية القيمة للحد من خطورة استخدام تلك الأجهزة، نظرت حولي، فانتبهت إلى أنني محاطة بعدد لا بأس به من هذه الأجهزة الخطرة، وفي الوقت نفسه تسمى الذكية. فالآي فون بين يدي، والآي باد مع الشاحن على بعد خطوتين مني، واللاب توب يستقر على طاولة المكتب، وتلك الأجهزة الأخرى المكملة حوله! وأمامي التلفزيون بشاشته المسطحة، والريموت كنترول أقرب.


   ذهلت، كل هذه الأجهزة لشخص واحد.. كيف التصقت بيومنا بقوة، وجعلتنا مدمنين، متعلقين بها الى حد الهلع من فقدانها، بحيث لا نستطيع الاستغناء عنها ولا حتى لساعة في اليوم الواحد.. كيف أصبحت بذكائها تستعبدنا، وتدير حياتنا اليومية بغفلة منّا؟!


     الدكتورة ناهدة، تؤكد علميا، أن هذه الأجهزة تبث عبر شاشاتها، ومن خلال لمسها وقربها منا، ذبذبات مضرة بالصحة. وبالتالي يجب علينا ان نحد من التعامل اليومي معها، والأهم يجب ان تكون بعيدة عن غرف النوم
كما أكدت ان عملية السجود اليومية خلال صلواتنا، كفيلة بامتصاص هذه الذبذبات، إذا طالت فترة السجود قليلا.

***

يظل التواصل بكل صوره، مطلوبا بين الناس لأنه اساس الترابط، فما بالك بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، التي ساعدتنا على الاتصال السهل البسيط بالعالمين الداخلي والخارجي. وبالتالي أصبحنا جميعا مُرسِلا ومُستقبِلا، وما بينهما من رسائل مختلفة في مواضيعها، متنوعة في ايجابياتها. حتى أصبحت جزءا أساسيا من وسائل الثقافة العامة، والترفيه، والأهم التواصل الاجتماعي بين الناس. ولكن، لن نغفل الوجه الآخر السلبي لهذه التكنولوجيا الحديثة التي استخدمها البعض لأمور اخرى لا تليق بالإنسانية، ولا تقترب من القيم الراقية، وبعيدة عن المبادئ الجميلة.. وهذه خطورة من نوع آخر !

لن نغفل أيضا، انها - وسائط التواصل - أثرت في وسائل الحياة التقليدية، سواء في الثقافة أو المعرفة وحتى العلم. كما أثرت بشكل واضح في التواصل الشفاهي بين الناس.

منى الشافعي


alshafei_m@

 

 

0 Comments:

Post a Comment

<< Home