برنسيس إيكاروس

Saturday, January 04, 2014

... نحتاج صحوة



كتبت منى الشافعي

 ... نحتاج صحوة

علينا أن نعود إلى وعينا، ونسعى إلى خلق بيئة جديدة ونظيفة، تجمعنا على المحبة والتسامح

************************
 نشرت جريدة القبس أخيراً صفحتين متقابلتين تحت عنوان «أفراح العالم.. وأتراح العرب»، إعداد الزميل وليد قرضاب. تتزين الصفحة الأولى بالصور الزاهية المعبّرة عن فرحة العالم باستقبال عيد ميلاد السيد المسيح - عليه السلام - ورأس السنة الميلادية

أما الصفحة المقابلة التي أوجعتني حد البكاء، كما آلمت كل عربي شريف، فكانت حزينة تضم صور المشرّدين والجياع والمرضى، والمفخخات والأشلاء والركام، ودماء الأبرياء المسكوبة على أسفلت الشوارع والطرقات التي اعتادت عليه، والخراب والدمار الذي طال سوريا، ليبيا، مصر، تونس، اليمن، والعراق

***
أيها العرب، متى نصحو لنتحرر من أنفسنا؟ كيف نقف لنواجه تحديات هذا العصر العاصف، الذي حولناه وبالاً ومصائب علينا؟! فبدل أن نسعى لنصبح منظومة عربية متحدة، فاعلة، قوية، مؤثرة بمن حولها من منظومات العالم الأخرى، التي توحدت وارتبطت بعضها ببعض اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، أخذنا نتفكك، لنعود الى عصر الدويلات الصغيرة، وفق الطائفة، العقيدة، القبيلة، أو.. أو، حتى أخذ الضعف يدب في جسد الأمة. ما نخشاه مع مرور الوقت وازدياد حدة هذا الصراع الأخوي، وهذه الحروب الأهلية، وثورات ما يسمى «الربيع العربي»، ان تهرم أوصالنا وتصبح غير قادرة على حملنا، ثم نتفتت أكثر وأكثر لنتلاشى. مع اننا، لو انتبهنا قليلاً لوضعنا التاريخي والجغرافي، حتماً فلن نغفل اننا كعالم عربي، تربطنا روابط لن نجدها في أي منظومة / مجموعة عالمية أخرى، كاللغة، الدين، التاريخ، العادات والتقاليد، الآمال والطموح، وغيرها

***
وبالتالي، حتى نخرج من مستنقع ما يسمى «الربيع العربي»، ونودع العنف والرعب والشراسة، والطائفية البغيضة، والقتل على الهوية، وسفك دماء الأبرياء، وتهجير الأطفال والنساء، وتفتيت الأسر الآمنة، وقبل ان نغرق لنندم، وحتى نعود إلى الحياة الحضارية مرة أخرى، يجب علينا ان نعود الى وعينا ونسعى جاهدين الى خلق بيئة جديدة نظيفة تجمعنا على المحبة والتسامح، خاصة في الأديان والمعتقدات، وتدفعنا بقوة الى التكتل والتراحم والتكاتف والتعاون بعضنا مع بعض، ونبذ الأحقاد والضغائن. والأهم ان نتسلح بالعلم والثقافة والمعرفة ونواكب التطور الحضاري ونتحداه، لا أن نتسلح بالبندقية والرشاش والمفخخات اللئيمة، وإلا يا عرب، فسنظل في عزلة يفترس أحدنا الآخر حتى ننتهي!

 هل هذا ما نطمح إليه ونتمناه لمستقبل أمتنا العربية، ومستقبل أجيالنا القادمة؟! لا أعتقد

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com
alshafei  _m@

تم النشر  في 2013/12/26
 

0 Comments:

Post a Comment

<< Home