برنسيس إيكاروس

Saturday, January 04, 2014

... تحية إلى الزين الصباح




كتبت منى الشافعي

                         ... تحية إلى الزين الصباح  


هدفها تسليط الضوء على ظاهرة العنف الشرسة التي أخذت تكبر وتتسع في الديرة

*******

استوقفني اليوم الماراثوني الذي يحمل شعار «لا للتنمّر»، والذي أقيم أخيرا تحت رعاية وزارة الدولة لشؤون الشباب، وبحضور أعضاء الوزارة. وكانت الشيخة الزين الصباح، وكيلة وزارة الدولة لشؤون الشباب أول الفاعلين والمشاركين في هذا الماراثون الشبابي، فتحية لها على تشجيع هذه المبادرة الإنسانية، واللفتة الطيبة، المقدمة من قبل شباب كويتي مخلص لديرته، ولسمعة وطنه في الداخل والخارج. فلهم أجمل تحية على هذا الوعي الراقي والرؤية البعيدة التي تبين أن الكويت لا تزال بلد القيم العريقة والمفاهيم المتحضرة.

***

حين قرأت الشعار «لا للتنمّر» وتأملت معناه، شعرت بغصة. هل فعلا تغيرت ديرتنا اليوم بمفاهيمها الإنسانية الراقية، وقيمها الأصيلة، لتصل إلى بعض الممارسات اللا إنسانية، والظواهر السلبية المرفوضة اجتماعيا ودينيا، بحيث أخذت تنخر في جسدها الطري، لدرجة أن الإنسان الطيب، السوي، الآمن، أصبح لا يدري ما هو مفهوم الإنسانية، ولا كيف يميزها، أو يقيمها على أرض الواقع الذي نعيشه اليوم، ونخشى عليه من الأبعد؟

نعم، إن شعار «لا للتنمّر» هدفه الأساسي، تسليط الضوء على ظاهرة العنف الشرسة التي أخذت تكبر وتتسع في الديرة من أغلبية فئات المجتمع، خصوصاً الشباب الذي هو مستقبل الديرة واستمرار حاضرها، حتى أصبح الخز/إطالة النظر، جريمة تؤدي إلى الشجار والعراك والقتل. أما هدف الشعار الأكبر فهو تنقية قلوب أهل الديرة من التلوث الناتج عن الأنانية والنرجسية، وكره الآخر المختلف، والتعالي عليه.

***

إذاً، لا بد من صحوة حضارية وإن كانت بسيطة، توقظ قيمنا الأصيلة، ومفاهيمنا الراقية، التي فطرنا عليها، من غفوتها التي طالت، لتعود إنسانيتنا المفقودة، لتحتوي ديرتنا الجميلة من جديد، تلك الديرة التي نحبها ونخشى عليها من تلك الظواهر السلبية اللاحضارية.

نعم، كنا ولا نزال في حاجة إلى مثل هذه المبادرات الإنسانية الرائعة التي تبين للعالم أننا لا نزال بلدا حضاريا، يحارب العنف وينبذه، ويحترم الآخر، ويقدر وجوده بيننا، واننا نؤمن بأن الدين المعاملة، خصوصاً إذا بدرت من شباب الديرة الطيبين.. هنيئا لنا بشبابنا الجميل

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

@alshafei_m

تم النشر في 2013/12/18

 

 

 

 

 

 

0 Comments:

Post a Comment

<< Home