برنسيس إيكاروس

Wednesday, May 07, 2014

الأدب والأديب في عيون جامعة الدول العربية / 1
كتبت منى الشافعي
تم النشر 01/01/2010
ان الابداع الحقيقي قيمة انسانية ضرورية في حياتنا، كما الهواء الذي نتنفسه، او الماء الذي لا غنى للبشرية عنه، فان الكتابة الابداعية ليست مجرد لهو او قتل للوقت، ذلك اذا اخلص المبدع لذاته وقرائه، واوصل اعماله الى قلوب الناس، وحرك احاسيسهم، ولامس مشاعرهم، وترك تأثيراً ايجابياً في اذهانهم ومخيلاتهم.لذا من حق هذا المبدع على قرائه الشكر والتقدير، لانه عدا المتعة، حقق الهدف المطلوب، وقام بواجبه الوطني تجاه مجتمعه وناسه بامتياز، فمن حقه على الدولة ان تمنحه بعض الحقوق التي يستحقها..! السؤال هنا، يا ترى ما هي مساحة تلك الحقوق للاديب من الدولة؟الجميل، وأنا اطرح هذا السؤال على نفسي، صافحني المطبوع الرسمي الذي اصدرته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية، فشدني بقوة عنوان «الادب والاديب» لتبهرني تلك التوصيات الحضارية التي تليق بالادب وتحترم الاديب وتقدر انجازاته المتواصلة، والتي تحمل 12 توصية واضحة ومتكاملة. ومن المقدمة انتقي بعض العبارات ذات الدلالات الصادقة المعبرة.. «الاديب بحسه المرهف هو طليعة التحرك، تفاعله مع الناس اساسي، في عملية التنمية لا يقل كاتب الكلمة عن مبتكر الآلة، او العامل وراء المحراث، فالكل في عملية انتاج واحدة، متكاملة، بل ان اشباع الحاجات الجمالية والفنية تحمل من السعادة للانسان ما لا تحمله الحاجات المادية له، وما لا توفره المعدة الممتلئة».وهكذا قدمت المنظمة في اطار معونة الاديب وتنمية الادب 12 توصية تتعلق بجانبين هما الضمان والاطمئنان النفسي للمبدع، وقد انتقيت منها الآتي باختصار:1 ـ تكريم المبدعين في الانتاج الادبي بجوائز ومكافآت سنوية قومية وقطرية على غرار الجوائز العالمية المعروفة.2 ـ العناية بالمنتجين المبدعين، وتعهدهم بالدورات الاطلاعية، والبعثات والمنح الدراسية، ومنح التفرغ.3 ـ توفير العيش الكريم للمنتج الادبي المبدع، لئلا تشغله جزئيات الحياة عن مجاله الحيوي الفاعل.4 ـ ايجاد صندوق قومي وصناديق قطرية للتشجيع على الخلق والابداع.5 ـ التشريع لضمان الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للاديب في المرض والشيخوخة والعجز، وتقديم الاعانات للعاطلين، وفي حالة الامومة، والوفاة، والاعالة، واقامة النظم والمؤسسات لذلك .


الأدب والأديب في عيون جامعة الدول العربية (2)
تم النشر في 2010/01/03
هناك الكثير من التوصيات الرائعة الاخرى التي تتطرق لضمان الحرية الشخصية والفكرية وحرية الرأي للاديب وامور الرقابة والنشر وغيرها.
بالمناسبة هذه التوصيات زينت بياض الورق وخرجت الى النور عام 1986... والسؤال الذي يتقافز الآن فوق الورقة، هل طبقت هذه التوصيات على الادباء، وماذا تحقق منها؟
للعلم والاحاطة اغلب الادباء عندنا من الجنسين يعانون من الامراض المصاحبة لفعل الكتابة الابداعية مثل آلام الرقبة والكتف والظهر وامراض العيون، عدا طبعا الامراض الخاصة بالمواطن الكويتي مثل امراض السكر وضغط الدم وشرايين القلب والقولون العصبي.. والانكى ان الاديب الكويتي ينفق امواله بسخاء على علاجه في الداخل والخارج ليعود لفعل الكتابة لينفق باقي امواله على طباعة انتاجه الجديد، وعلى توفير العيش الكريم له ولاسرته ان استطاع ذلك.. لم نسمع يوما ان اديبا منح تفرغاً للكتابة.. لم نسمع ان اديبا ارسل للعلاج الى الخارج حتى يرمم ما افسدته جسديا الكتابة الابداعية.. لم نسمع عن صناديق التشجيع ولا اعانة الحقوق الاجتماعية.
اما عن بند الجوائز فعندنا حدث ولا حرج، فغالبا ما تحجب تلك الجوائز التشجيعية دون مبرر.. اعتقد برأيي الشخصي ان الحجب يتم على اساس ان الاديب الكويتي لا يصل الى منزلة الادباء العالميين او الاخوان العرب.. والادب الكويتي لا يحاكي الآداب العالمية او العربية.. وكأن جوائز الدولة التشجيعية هي التي تحاكي جائزة نوبل للآداب والعلوم ماديا ومعنويا.
هذا رافد ضيق من الانهار الممتدة التي يعاني منها الاديب الكويتي بأجياله الثلاثة المتوافرة حاليا بعالم الاحياء

0 Comments:

Post a Comment

<< Home