برنسيس إيكاروس

Friday, May 23, 2014

الكويتيون الأقل تبسماً في العالم... لماذا؟





كتبت منى الشافعي


الكويتيون الأقل تبسماً في العالم... لماذا؟

**********

الابتسامة غذاء الروح وبهجة النفس وتبعث على التفاؤل والأمل.صافحتنا جريدة القبس أخيراً بخبر مؤسف، محزن، مفاده أن تحليلاً أُجري من شركة جيت باك، لما يزيد على 50 مليون صورة على موقع الانستغرام في 6 آلاف مدينة حول العالم، للحصول على تصنيف لأسعد البلدان على وجه الأرض.. المزعج أن التحليل يقول: «إن ابتسامة الكويتيين لم تكن كافية عبر صورهم التي يرفعونها على موقع انستغرام الاجتماعي، رغم شعبيته الكبيرة بين أوساطهم. إذ جاءت الكويت في المرتبة الأخيرة عربياً، وفي المركز الــ 122 عالمياً.. ولم تحصل ابتسامات الكويتيين سوى على 9.7 نقاط من اصل 100 نقطة»

***

نعتذر - ككويتيين - إلى العالم، لأننا أقل تبسماً بينهم. مع أننا على يقين أن الابتسامة من اجمل الظواهر الحضارية. ونعرف جيداً ان التبسم في وجه اخيك صدقة. وان الابتسامة حركة سهلة بسيطة لا تكلف شيئاً، بينما لها فعل السحر - السحر الحلال كما يقال. وهي غذاء الروح وبهجة للنفس، وتبعث على التفاؤل والامل في القلوب. والاجمل انها هبة ربانية، وآية من آيات الخالق عز وجلّ خص بها الإنسان. ولن نغفل ان حياتنا في هذه الأيام الضبابية، ممتلئة بالمزعجات والمنغصات، عدا الهموم اليومية والضغوط النفسية، وبالتالي نحتاج بقوة الى ان نتوسل الابتسامة كي تمنحنا بعض الراحة، وتعيد لأنفسنا توازنها. ومع هذا لنا أسبابنا، فاعذرونا. فكل الكويتيين حين تلتقط صورهم يتشتت تفكيرهم، ويذهب الى حالة الفساد ان لم تكن ظاهرة، التي استشرت في الديرة بكل صورها حتى طالت الاخضر واليابس، والى تردي التعليم، وعدم الاهتمام بالرعاية الصحية، وحالة العلاج في الخارج، ومشكلة الإسكان، التي طالت فتمددت الى ما لا نهاية، والانفلات الامني الداخلي، وآفة الواسطة، وغيرها. لهذه الأسباب تهرب، لتختفي ابتسامة الكويتيين من وجوههم.

***

ولكن، نعدكم يا شركة جيت باك، لن تستمر طويلاً وجوهنا بهذا الانطفاء. انتظرونا في التحليل القادم وستجدون صورنا ليس فقط تبتسم إنما تضحك وتقهقه. ذلك لأن حكومتنا الرشيدة وعدتنا - ووعد الحر دين عليه - أنها ستحلّ مشكلة الإسكان بأقرب وقت وستبني 100 ألف وحدة سكنية في السنوات القليلة القادمة. وستطور التعليم بدءاً بمناهجه، وستهتم بالطفولة وقضايا الشباب الواعد. وحتماً ستهتم بالرعاية الصحية كي تفي بحاجة المواطنين والمقيمين. وستطرح برنامج/نظام التأمين الصحي قريباً، خاصة للمتقاعدين. أما الانفلات الأمني وحيازة السلاح من دون ترخيص، فقد بدأت وزارة الداخلية مشكورة في الآونة الأخيرة بالسيطرة على هذا الجانب الأمني.

وحين يتحقق كل هذا للمواطن الكويتي، وتلتفت الحكومة الرشيدة الى شمولية التنمية، وتحريك عجلتها الراكدة، التي تشمل جميع مناحي الحياة.. نعدكم للمرة الثانية يا شركة جيت باك.. ستشرق الابتسامة.

 

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

القبس 7 أبريل2014

0 Comments:

Post a Comment

<< Home