برنسيس إيكاروس

Friday, July 18, 2014

بين الولادة والرحيل



 

بين الولادة والرحيل

كتبت منى الشافعي

إذا كانت الحياة صعبة، فعلى الإنسان أن يكون الأسهل حتى يتغلب على مصاعبها

مَنْ يتأمل الحياة، بين الولادة والرحيل، يجدها متغيرة متقلبة، لا تبقى على حال، فهي بين العيشة الرغدة المسكونة بعطر السعادة ومسك الفرح، وبين الحياة الصعبة المعجونة بدموع الحزن وأنّات الوجع.

يخبرنا العلم أن جسد الإنسان يحتوي على خزانات للفرح والحزن والألم/الوجع. فعند الفرح تندفع احاسيس مرهفة، وتتدفق مشاعر رقيقة، فتغمر الإنسان سعادة لا حدود لها، وهذا ما نفتقده اليوم في الديرة. وعند حالات الحزن التي تستجد في حياة الإنسان، وطبعاً منغصات الحياة كثيرة، ومكدراتها بلا عدد، يشعر الإنسان بالضيق والقلق والتوتر، ويفقد حلاوة السعادة وطعم الفرح، وغالباً ما يلجأ إلى الصمت والعزلة حتى يكاد يختنق، لولا فسحة الأمل. قال تعالى: «لقد خلقنا الإنسان في كبد». وها نحن نكابد الهموم والإحباط والحزن منذ فترة ليست بالقصيرة في ديرتنا الجميلة.

***

ليس كل شيء في الحياة كما يبدو، ولأن الحياة قصيرة، فلنكن عفويين، تلقائيين، مرنين، فإن كانت الحياة صعبة كما حالها اليوم، على الإنسان ان يكون هو الاسهل حتى يتغلب على بعض مصاعبها، وجزء من تقلباتها.

اليوم، ازداد القلق، وكثُرَ التوتر، وسكننا الإحباط، وحتى نكون مرنين، يجب ان نسرق بعض اللحظات من بين ركام الهموم والمشاكل اليومية المستمرة التي احنت اكتافنا من ثقلها وتنوعها، وننسى للحظة زمن، تشريعات مجلس أمتنا الموقر التي وصلت إلى «المايوه» وتحريمه. ولننسى ايضا تخبط حكومتنا الرشيدة في بعض قراراتها، مثل توفير الاراضي السكنية للمواطنين، ثم عدم توفيرها لوجود المياه الجوفية في تلك الاراضي. ما صدقّنا افتكينا/خَلَصْنا من النفط في معظم اراضي ديرتنا، حتى ظهرت لنا المياه الجوفية، ولا ندري ما هو التالي في جوف اراضينا؟!

أخيراً، لننسى للحظة زمن مسروقة، هموم ومشاكل وحال الأمة العربية بين ربيعها/خريفها الممتد، وكل متغيرات العالم ومستجداته التي لا تنتهي.. بصراحة تعبنا الى حد الوجع من هذا وذاك، وكل ما يحيط بنا وحولنا.

كل هذه المنغصات الحياتية، هل حقاً نستطيع ان نغفلها، ونتجاهل وجودها للحظة قدرية، ربما تحملنا إلى تأمل الفرح الذي نسيناه، وإلى استدراج السعادة المفتقدة في حياتنا اليومية.. فهل؟


منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

القبس في 2 يونيو 2014

0 Comments:

Post a Comment

<< Home