برنسيس إيكاروس

Friday, July 18, 2014

القرقيعان بين جيلين!






القرقيعان بين جيلين!
 
كتب منى الشافعي
*********
• علينا، نحن الأجيال القديمة، أن نرضى بقرقيعان الجيل الجديد مهما كلفنا مادياً ومعنوياً.



في السنوات الأخيرة، حمل لنا القرقيعان طقوساً جديدة، ولبس حلة مغايرة لا تشبهه، ذات أساليب ومبتكرات غريبة عجيبة، بعيدة كل البعد عن تلك العادات القديمة الجميلة البسيطة، التي توارثناها عبر أجيال.. وهكذا استطاع قرقيعان اليوم أن يُغَيّب سحر هذه المناسبة، ويطمس معالمها، ويلغي عفويتها وتلقائيتها كما كانت في الماضي، ويقضي بامتياز على نكهتها التراثية وحلاوة بساطتها.
كانت لقرقيعان الأمس مظاهر وعادات جميلة مسلية، ذات خصوصية يعشقها الصغار ويحبها الكبار. فكانت على بساطتها تثير البهجة وتنثر الفرحة في أحاسيس الصغار، وتطلق مشاعرهم البريئة على حريتها وسجيتها، يُغنّون ويرددون الأهازيج الرمضانية بنغمات جميلة باللهجة الكويتية الأصيلة.. ويستمتعون بعطايا الأهل والجيران من الحلوى المكونة من العلكة والبرميت والملبّس والمخلّط.
لن أغفل هنا، أننا بدأنا نعيد لهذه العادة بعض ما فقدته من طقوسها ورونقها، ولكن بصورة مختلفة، وطرق جديدة مكلفة مادياً، تزداد تكلفة من عام إلى آخر، حتى أنها أصبحت أحد رموز التفاخر والتباهي بين أطياف المجتمع عندنا.

* * *
لو ابتعدنا قليلاً عن العاطفة، ولو تناسينا للحظة حنيننا إلى الماضي الجميل، ولو نظرنا إلى قرقيعان اليوم بمنظار آخر، أكثر واقعية، لأدركنا أن قرقيعان اليوم له الفضل الكبير في تنشيط وتحريك جزء من عجلة الاقتصاد الكويتي البطيء.
فدينار القرقيعان بطبعته الجديدة سيأخذ دورة اقتصادية مؤثرة وفاعلة، لأنه سيتحرك من جيوب الكبار/ الأهل، إلى جيوب الصغار، ومنها إلى الأسواق والمولات، ولا ننس الإنستغرام ودعايات القرقيعان من الحلويات والمكسرات وغيرها، ناهيك عن ملابس الأطفال المزركشة والملونة، التي تحتاج إلى ميزانية خاصة من رب الأسرة.
وبالتالي، أصبح علينا أن نرضى -نحن الأجيال القديمة - بقرقيعان هذا الجيل، مهما كلفنا مادياً ومعنوياً، وألا نتحسر أو نتذمر مما يحصل في ليالي القرقيعان، وأن نقتنع بأن الحياة تتبدّل وتتجدّد، وتتغير وتتطور.. وستستمر هكذا، ولن تنتهي!
«وكل قرقيعان وأنتم بصحة وعافية وخير ونعمة يا أهل الديرة».


منى الشافعي

القبس 12 يوليو 2014

0 Comments:

Post a Comment

<< Home