برنسيس إيكاروس

Thursday, July 31, 2014

في الإعادة إفادة .. (الكويتي في عيون الآخرين )




في الإعادة إفادة

(الكويتي في عيون الآخرين)

كتبت منى الشافعي

الكويت أمنا العودة والحاضنة لكل أبنائها.. بلد خير ونعمة وأمن وامان

*******************************************************

أحد الأصدقاء الأميركان أخبرني انه انفصل عن زوجته، وحصل على حضانة ولده الصغير. قال متحسراً: «بعد أن أصبحت المعيل الوحيد لأسرتي، وخاصة متطلبات صغيري، فتربيته مكلفة، تزداد يوماً بعد آخر. فقد عودت نفسي على تناول وجبة واحدة في يوم، وفي اليوم الثاني وجبتين. وهكذا طوال الشهر، حتى أقتصد، كي تساعدني هذه الطريقة على تأمين حياة كريمة مريحة لولدي، مع انني أعمل طول النهار، وأعتني بصغيري باقي اليوم. فالحياة عندنا صعبة"

* * *

حين سألني عن أحوالنا في الكويت، خجلت من ردي: «الحمد لله الكويت أمنا العودة، والحاضنة الشرعية لكل أبنائها من المواطنين.. الكويت بلد خير ونعمة، أمن وأمان، تكافل اجتماعي وتراحم، ترابط وتكاتف، تعاون على الحلوة والمرة.. المواطن الكويتي تتكفل به الدولة منذ لحظة ولادته وحتى مماته، تعليمه، توظيفه وحتى مساعدته في زواجه. وهناك رعاية صحية وسكنية، وتتكفل الدولة بحماية الأمومة والطفولة، وترعى الأيتام والارامل والمطلقات والمسنين، وامور اخرى"
****

كنت أتحدث ودهشته تعلو وجهه، اما الصمت فقد شل لسانه. وحين قلت إن المواطن عندنا لا يدفع ضرائب، ازدادت دهشته. واكملت: «ناهيك يا مايكل عن ان الكويت دولة مؤسسات، ودولة دستور وقانون، والاجمل حرية الرأي مكفولة، على ألا تتجاوز الخطوط الحمراء». وحين اخبرته ان البعض منا هذه الايام يتذمر و«يتحلطم» ويطالب بالمزيد، اخيرا نطق صمته ليقول: «يبدو ان حياتكم حياة ترف ورفاهية تُحسدون عليها، وهناك من يتذمر؟! اعذريني يا سيدتي، الكويتي بطران».. ثم اضاف: «ليتنا نتمتع بربع ما عندكم من هذه النعم، على الاقل كنت سأتناول وجبتين كاملتين مع الحلويات كل يوم، بدل الحرمان الذي اعانيه، حتى لا أقصر في تربية صغيري.. وربما استطيع ان اشتري بعض الكماليات التكنولوجية لصغيري كي يلهو بها كما الصغار الآخرين"
****
لنشعر بالآخرين المحتاجين الذين يعيشون على الكفاف، ونحمد الله على هذه النعم العظيمة

الله لا يغير علينا

منى الشافعي

جريدة القبس في 31يونيو

0 Comments:

Post a Comment

<< Home