برنسيس إيكاروس

Friday, July 04, 2014

لنكن من العباد الشاكرين

كتبت منى الشافعي


كتبت منى الشافعي
لنكن من العباد الشاكرين!

• فلنحب الوطن بكل صدق وأمانة، ولنبتعد عن كل ما يزعزع امنه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى».

ها هو شهر رمضان الفضيل يظللنا بنوره، ويغمرنا بمشاعر رحمته، ويكسر طوق روتين حياتنا اليومي، ليساعدنا على تغيير عاداتنا غير المرغوب فيها، وضبط ما في نفوسنا من رغبات وشهوات، ويدعونا بقوة الايمان الى طرد الاحقاد، والبغضاء من دواخلنا، فلماذا لا نستغل اطلالته السمحة، ونطهر قلوبنا من هذه الشوائب المرفوضة دينيا واجتماعيا؟!

***

فلنحب الوطن بكل صدق وامانة، ولنبتعد عن كل ما يزعزع امنه وامانه الداخلي والخارجي، والاهم ان نتقبل الآخر على اختلافه، ونحترمه، نتعاطف معه، ونتعاون جميعا لمصلحة الجماعة.. ذلك اذا ادركنا ان الاصل في الحياة هو الاختلاف، وان التعدد والتنوع سواء في العقيدة او الفكر، او القدرات والامكانات، وحتى اللون والشكل، امر طبيعي، ومن سنن الله تعالى الفطرية. واذا اقتنعنا بأن الاختلاف بكل صوره يثري الحياة الانسانية وينميها فكرياً وعلمياً واجتماعياً، واقتصادياً وسياسياً، واذا انتبهنا ان الاختلاف باق ما بقي الوجود الانساني على وجه الارض، غير متناسين ان الانسان كائن اجتماعي من الصعب ان يعيش بمعزل عن الآخر، وان هناك ضرورات حياتية مشتركة تستدعي هذا التواجد المختلف، واذا عرفنا ان الاختلاف ظاهرة انسانية حضارية عالمية.. لذا يجب علينا التعايش معها، وتقبل وجودها بكل شفافية قال الله تعالى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين».

***

وبالتالي.. فرصتنا عظيمة في شهر رمضان المبارك، للبدء في تغيير ما بأنفسنا، وتبسيط الامور والمشاكل فيما بيننا، بعيدا عن الصراعات والتشنجات والفئوية والطائفية والمذهبية والقبلية والعنصرية، وغيرها من منغصات الحياة، وذلك حفاظا على وحدتنا الوطنية وتلاحمنا وتماسكنا وتآزرنا التي جبلنا عليها طيلة قرون، ولننظر دائما الى مصلحة ديرتنا الجميلة ولنلعم جميعا ان الكويت على صغرها، تتسع لكل النوايا الطيبة.. ولنكن من العباد الشاكرين.

«مبارك عليكم الشهر وعساكم من عواده».

منى الشافعي

0 Comments:

Post a Comment

<< Home