برنسيس إيكاروس

Friday, July 04, 2014

الجبهة الداخلية .. كلاكيت مجدداً !


كتبت منى الشافعي
الجبهة الداخلية {كلاكيت} مجدداً!

تم النشر في 2014/06/25
• يجب أن تكون متماسكة وصلبة ومتراصة ومتعاونة ومتحابة.

ليست المرة الاولى التي اكتب عن هذا الموضوع، لابد ان هناك شيئاً ما استفزني، ليحرك هذه الفكرة في ذهني وجعلني اتساءل عن مسمى «الجبهة الداخلية» وعن أصل هذه التسمية وسبب وجودها في قواميس الابجديات.

المعروف في حالات الحروب، أن المواطن داخل أراضيه يُعتبر إحدى جبهات القتال، وجزءا من الحرب الدائرة على حدوده او قرب منشآته العسكرية او الاقتصادية او فوق سمائه، وبالتالي، لابد ان تصاحب القوة العسكرية والامنية، قوة اخرى تسمى «الجبهة الداخلية». ومن واجب الدولة ان تباشر في اعداد وتجهيز تلك القوة المساعدة وذلك لحماية المواطن في الداخل عبر خطة مدروسة متكاملة، لأهمية هذه المنظومة/الجبهة في حال نشوب حرب ما. وهذه المنظومة عبارة عن متطوعين من المواطنين القادرين والمتمكنين والمدربين. تساعدهم مؤسسات المجتمع المدني بكل طاقاتها وامكاناتها وقدرات اعضائها، وذلك على شكل وحدات مدربة ومجهزة بالمعدات الطبية اللازمة وسيارات الاسعاف والاطفاء ومعدات اخرى ضرورية في مثل هذه الظروف الاستثنائية. ولإنجاح مهمة وحدات الجبهة الداخلية المكونة من قوى بشرية، وتفعيل دورها التطوعي يجب ان يتم التعاون الجاد بينها وبين وحدات الشرطة، وقوى الامن الاخرى المستنفرة في الداخل تساندهم وسائل الاعلام المتنوعة المرئية والمقروءة والمسموعة، لمواجهة الحالات الطارئة، والتقليل من حدوث الاضرار غير المتوقعة، وحل المشاكل الآنية والقضاء عليها. ذلك لان في حالات الحروب لن تتمكن الدولة منفردة من الدفاع والسيطرة على كل ما يحدث في الخارج والداخل، ويجب على الجبهة الداخلية ومن القوى الامنية المختلفة ومن المؤسسات المدنية، ومن جميع المواطنين الغيورين على وطنهم وارضهم، ان تكون متماسكة وصلبة ومتراصة ومتعاونة ومتحابة ومتوادة، يدا واحدة قوية، كي تدعم القوة العسكرية للدولة، وسورا منيعا في وجه الاعداء، والأهم ان تبتعد عن مجرد حمل الشعارات ونشرها، وان تبتعد اكثر عن إثارة الطائفية، والقبلية، والمذهبية، وتبدأ بالعمل الجاد وتفعيله في حال حدوث ضرر ما. وهذا واجب وطني، خاصة للجبهة الداخلية.

***

وبهذه المناسبة، اتذكر جيدا فترة الغزو والاحتلال العراقي عام 1990 لديرتنا الجميلة، ولقد استطاع الصامدون من المواطنين حل مشاكلهم اليومية بجدارة، كما استطاعوا العمل على توفير الغذاء والدواء بشتى الطرق، وذلك كل حسب موقعه وإمكاناته وقدراته، وهكذا نجحت الجبهة الداخلية في تلك الفترة الحرجة الصعبة، المعقدة.

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

alshafei_m@

0 Comments:

Post a Comment

<< Home