برنسيس إيكاروس

Thursday, October 02, 2014

انشر البسمة على وجوه الفقراء




كتبت منى الشافعي


نأمل ان يقوم شباب الديرة الرائع المحب للخير والعطاء ، باستثمار التجربة لإسعاد المحتاجين

******************************

وصلتني هذه التجربة الإنسانية عبر الفيديو من خلال الواتس أب، والتي حدثت قريباً في الهند، تحت عنوان «انشر البسمة على وجوه الفقراء"

   يبدأ الفيديو بعبارة «السعادة تشترى بالمال»، يرددها ذلك الشاب الذي اخذ معه عشر اوراق مالية من فئة ألف روبية هندية، وذهب الى احدى الحدائق العامة حيث الباعة المتجولون من البسطاء والفقراء .

   اول لقاء له كان مع احدى البائعات العجائز، مفترشة الارض، امامها اكواب مملوءة بماء الشرب، من يشرب كوب ماء، يعطيها روبية واحدة. قبل ان يتناول الشاب احد الاكواب، بادرها بسؤال: «هل تؤمنين بالله؟». اجابته: «طبعا أؤمن بالله، وكيف لا أؤمن بالله؟! وهل هناك من لا يؤمن بالله ؟! تتحدث وعلامات الايمان العميق ترتسم على وجهها الذي جعده الزمن والفقر. مد إليها بورقة الالف روبية. فقالت: «ليس عندي ما يكفي من النقود لأرد لك الباقي». فقال: «إن المبلغ كله لك، ان الله أرسلني لأعطيك هذا المبلغ" . استغربت ، ترددت . وحين أصر عليها ، أخذت الورقة . وحين اختفى الشاب ، كانت هي لا تزال تقلّب الورقة ، والدهشة تسكنها .

    جولة الشاب الثانية كانت امام هذه الطفلة، التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها. تجلس تحت شجرة وارفة تبيع اساور نسائية بسيطة بسعر عشر روبيات للإسوارة الواحدة .

    سألها: «هل تؤمنين بالله؟». اجابت بنعم. فقال: «إن الله ارسلني اليك لأعطيك هذا المبلغ». اخذت النقود وهي مذهولة وقالت: «شكراً». وحين اختفى الشاب، كانت ترقص بحماس وتدور حول نفسها ببراءة الصغار والفرحة تغلفها، وورقة النقود بين يديها .

    كان يبيع نوعا من الخبز، بمبلغ خمس روبيات للرغيف الواحد، في الخامسة والخمسين من عمره، سأله الشاب الأسئلة نفسها.. قال له : «إن الله ارسل لك هذا المبلغ»، وقدم له ورقة الالف روبية. رفض ان يأخذها، قائلا: «لا اصدقك». فرد الشاب: «إذا كنت تؤمن بالله فيجب عليك ان تصدقني. إنه رزقك من الله». تناول النقود مندهشاً. وقبل ان يترك الشاب المكان ويختفي   مسرعا كعادته ، لحق به قائلا : " على الأقل خذ هذا الرغيف " .. ثم قبّل ورقة النقود . وضعها على جبهته . ينظر الى السماء شاكرا رزق يومه .

   يقف الشاب امام احد الباعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كان يعرج وقد فقد احدى عينيه. لم يمد يده يوما لأحد، قضى حياته بائعاً متجولاً، يصارع للحصول على لقمة عيشه اليومية. بادره باسؤال نفسه . أجاب بثقة : " طبعا أؤمن بالله بقوة " . يمد له الشاب بورقة الالف روبية قائلا: «هذا المبلغ من الله سبحانه، ارسله لك». اخذ الورقة، غير مصدّق، دمعت عيناه. وهو يقول للشاب: «خذ اكثر من لعبة». لكن الشاب اكتفى بواحدة قائلا له: «أتمنى ان تظل متمسكا بإيمانك القوي بالله»، واختفى. بينما كان البائع يكفكف دموعه بكفيه، ينظر يميناً، يساراً، لا يزال غير مصدق هذا الرزق الذي نزل عليه فجأة .

***

ترك هذا الشاب أثرا جميلا في حياة هؤلاء الفقراء العشرة من الباعة، في ذلك اليوم السعيد، بفضل عمله النبيل الذي قام به برغبة صادقة، مشيرا الى أنه سيكرر هذه التجربة ليسعد عددا مضاعفا من الفقراء في المرات المقبلة، طالبا من الشباب الآخر ان يحذو حذوه

هل نأمل ان يقوم شباب الديرة الرائع المحب للخير والعطاء، باستثمار هذه التجربة، او حتى تجارب اخرى مشابهة، تسعد المحتاجين، وترسم البهجة والبسمة على وجوه الفقراء.. ما دام اميرنا الغالي الشيخ صباح الاحمد، امير الانسانية، والكويت مركزها؟!

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

@alshafei_m
جريدة القبس 2 أكتوبر

0 Comments:

Post a Comment

<< Home