برنسيس إيكاروس

Wednesday, December 03, 2014

و ضاع دفء الرسائل !


كتبت منى الشافعي

وضاع دفء الرسائل ! ****
افتقدنا حميمية رسائل الماضي ونسينا حتى أشكال خطوط أحبابنا

***
كانت الرسائل، خاصة تلك التي تصلك من الأحباب (الأهل، الأصدقاء، الغيّاب)، تبعث الدفء في داخلك حين تستلمها، تقبلها قبل ان تفتحها بلهفة، وحين تلمسها تخشى عليها من التمزق. تقرأها بشوق يتمدد لأكثر من مرة، لعلك تجد شيئا ما مندسا بين سطورها! حينها يتسلل دفء ألذ، يصل إلى قلبك، ليغزو كل شرايينك، وحين يمتد الى أطرافك يشعرك بفرح وبهجة، وكأنك ترى صاحب الرسالة يبتسم مشرقا من بين حروفها

لن ننكر أن من أحلى الرسائل التي تبعث ذلك الدفء السحري فيك، هي رسائل المغرمين والمحبين. رسائل لها نكهة غير الأخريات، لها جذوة لن تنطفئ في صدور المحبين وذاكرة العشاق. بصراحة مَنْ منا لم يرف قلبه ولو مرة واحدة في احدى محطات حياته؟! مَنْ منا لم يحب ويهف قلبه، خاصة في مرحلتي المراهقة والصبا.. وربما في الكهولة؟! فالحب لا يعترف بالاعمار ولا بتراكم السنين لأنه الحياة.

***
اليوم، وبعد أن غزتنا تكنولوجيا الانترنت وتوابعها من الواتس اب، تويتر، الفيسبوك، الانستغرام وغيرها، ضاعت هذه الأحاسيس الإنسانية، والمشاعر الرقيقة، واختفت لهفة الترقب للرسائل الورقية الملونة بدفء الحب، المعجونة بالعواطف، الموسومة بالفرح. وهكذا سيطرت التكنولوجيا على حياتنا، فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سريعة وقصيرة، جامدة، بلا روح طرية، ولا نكهة شهية. وبالتالي افتقدنا حميمية رسائل الماضي، ونسينا حتى أشكال خطوط أحبابنا

على الأقل في الغرب، تعود حمى الرسائل التقليدية عندهم في مواسم اعيادهم المختلفة، فيتبادلون تلك الرسائل المكتوبة بخط اليد

يا جماعة.. شيئا فشيئا ستضيع، لتختفي هذه الأشياء الجميلة من بين أيدينا، وتتسرب من أرواحنا بغفلة منا. وكلما تمر سنوات العمر سريعة، وتتراكم خلف أعمارنا، نشعر بالحنين إلى هذه الأشياء الصغيرة التي كانت تسعدنا وتفرحنا، ويعاودنا الحنين الى الماضي بكل تفاصيله الاجمل.. دعونا على الاقل نتذكر.. فالذكريات حياة أخرى

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

@alshafei_m

0 Comments:

Post a Comment

<< Home