الحياة جميلة بكل تفاصيلها .
كتبت منى الشافعي
الحياة جميلة بكل تفاصيلها!
• الجمال في كل شيء حولنا، في الطبيعة والإنسان والحيوان، وحتى الجماد.
في رحلتي الأخيرة إلى أميركا.. وقبل العودة بيومين، ذهبت إلى سوق الأحد في المدينة، الذي امتلأ بالأكشاك والعربات التي تقدم الجميل والجذاب من المشغولات والأعمال اليدوية المتنوعة. وبما أنني من عشاق الأعمال الخشبية، فقد جذبتني الأعمال المعروضة بأناقة في أحد الأكشاك المتميزة بصناعة الخشب. اشتريت أكثر من قطعة أعجبتني، من بينها ذلك الصندوق الخشبي الصغير الذي لا أدري كيف تعلّقت به وبهرني جماله؟! ولكن البائعة أخبرتني أن هذا الصندوق يراد له تعديل بسيط، وأنها ستهتم بأن تنجزه مساء الغد، على أن أدفع ثمنه عند التسلم.
شكرتها، وأخذت بقية مشترياتي وذهبت، وخاطري لم يتوقف عن التفكير في الصندوق الصغير الذي سحرني جماله.
* * *
جاء الغد، أطلّ مساؤه البلوري الجميل، وذهبت ملهوفة لتسلم صندوقي المدلّل، حين صافحني وجه المدام (البائعة) أدركت أن هناك ما سيكدرني ويطفئ لهفتي. وهذا ما حصل. أخبرتني أن ظروف عملها وضيق الوقت لم يسمحا لها بتعديل/ تصليح الصندوق الصغير.
وقبل أن أرسم على وجهي ابتسامة مصطنعة، وأشكرها وأمضي مع خيبتي، فاجأتني وهي تمد إليّ علبة صغيرة مغلّفة بورق هدايا مزخرف تلتمع ألوانه الزاهية مع مغيب أشعة ذلك النهار. رددت بابتسامة خجلى: «هذه هدية اعتذار بسيطة، وكلي أسف لأنني لم أستطع أن أحقق طلبك وأنهي تصليح الصندوق الصغير الذي جذبك وشدَّ إعجابك. أتمنى أن تعجبك هذه القطعة».. انزرعت ابتسامة دهشة/ فرحة على تقاطيع وجهي وأنا أفتح العلبة.. تذكرت أن الجمال زينة الحياة، فبمجرد أن يلمح الإنسان الجمال في شيء ما، ينبثق نور غريب من داخله يغطي المكان، لأن الجمال بهجة للنفوس وراحة للعيون، ومتعة مميزة، والإحساس به أكثر من متعة. هذا ما شعرت به وتذوقته حين صافحتني هذه الهدية الجميلة، التي هي عبارة عن وعاء خشبي يحمل تشكيلات وتعرجات الشجرة التي صنع من جذعها. وهكذا أنستني هذه الهدية عشقي لذلك الصندوق الصغير.
- فالجمال لو تأملناه وفكرنا به، لوجدناه يستريح في كل شيء من حولنا: في الطبيعة، الإنسان، الحيوان، وحتى الجماد.. فالحياة جميلة بكل تفاصيلها، ودائما هناك مسحة جمال في كل شيء!
منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
alshafei_m@
0 Comments:
Post a Comment
<< Home