... شكرا لصوايغكم !

كتبت منى الشافعي

... شكرا لصوايغكم ! 

• لفتة جميلة، وقيمة معنوية، بغض النظر عن قيمتها المادية

*******

لا أدري، كيف خطرت ببالي فكرة هذا المقال؟! لا بد أن هناك شيئاً ما يدور من حولي، حرّك هذه الفكرة البسيطة في ذهني.. تذكرت انه موسم عطلة الربيع للمدارس والمعاهد والجامعات، الذي بدأ هذه الأيام .

يعتبر السفر نوعاً من التغيير المطلوب لقتل الروتين اليومي المملّ للإنسان، وتجديداً لنشاطه، إضافة إلى تحقيق المتعة والاطلاع على ثقافات عالمية متنوعة وجديدة. والجميل هنا أن السفر يعتبر أحد الثوابت المرتبطة بالثقافة الكويتية العامة، خاصة في مواسم العطل التي تزدحم بها السنة الكويتية.

***

ما أجمل أن يستمتع الإنسان بالسفر، بحيث يستثمر وقته في التنقل بين أشكال السياحة وأنواعها الجميلة، للمتعة والاستفادة والمعرفة، ولكن هناك ثقافة الصوغة ـــ الهدية عندنا في الكويت ـــ التي ترهق السائح الكويتي، وتلتهم من وقته الكثير في البحث عن هدايا ثمينة ومناسبة للأهل والأحباب، وهذا ما يسبب له "عوار الراس " .

نتمنى علينا جميعاً أن نتخلص من هذه العادة، على أن يكتفي السائح الكويتي بجلب «صوايغ» رمزية بسيطة ذات قيمة معنوية لأهله وأحبابه، بحيث لا تضيع وقته ولا ترهق ميزانيته، وتلك الهدايا ـــ السوفنيرز ـــ متوافرة في الأماكن السياحية بكثرة. ذلك لأن «الصوغة» ليست بقيمتها المادية وثمنها المرتفع، بل بما تحمل من معانٍ إنسانية رقيقة. مثلاً، ما أجمل من كتاب يحمل فكرة جديدة لمحبي القراءة! «سي دي» ـــ أسطوانة ـــ موسيقية عذبة لمتذوقي الموسيقى، ولمن يتلذذ بشرب الشاي والقهوة، «مك» ـــ كوب ـــ غريب الشكل، وما أكثر محبيه!

أما لعشاق الفن التشكيلي فهناك لوحات فنية جميلة وصغيرة الحجم معروضة بأسعار معقولة، ناهيك عن الهدايا التذكارية البسيطة الموجودة في كل مكان

***

الأهم.. إذا وصلت إلى أحدنا مثل هذه «الصوغة» البسيطة، يجب عليه أن يفرح بها، ويقدم شكره لصاحب الهدية، ذلك إذا كان من المقتنعين بأن الصوغة لفتة جميلة وقيمة معنوية، متناسياً القيمة المادية الغالية، وواعياً أن حياة اليوم تغيّرت وتبدّلت، وعليه التأقلم والتعايش مع متغيراتها و«رتمها» السريع.

ولنبدأ بأنفسنا، لأنني من عشّاق القراءة، أحب «صوغة» الكتب بكل أنواعها وأفكارها وأشكالها، ولأنني من محبّي شرب الشاي الأخضر، أحب جمع «المكز» ـــ الأكواب ـــ ذات الأشكال الغريبة..  "شكراً لــصوايغكم ".

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com