... لنتسامح كلنا !

كتبت منى الشافعي 

.. لنتسامح كلنا!

• قبول الآخر كما هو واحترام اختلافه ورأيه.

كتبت، كما كتب غيري، وسأظل أكتب، ولن أتعب، عن مبدأ التسامح، لأننا كبشر نحتاج دائماً إلى من يذكرنا بهذه القيمة الراقية التي نحتاجها في حياتنا اليومية، حتى نشعر بالراحة والطمأنينة. كما أن التسامح قادر على حل أغلب مشاكلنا اليومية المختلفة، والعالقة التي نعاني منها، وذلك حتى نعيش في سلام وأمان واستقرار.

يعتبر التسامح من أفضل المبادئ والقيم الإنسانية والمفاهيم الرائعة، له أهداف سامية، وآفاق إنسانية متفردة، كما له أهمية في التعايش مع الآخر كونه خلقاً جميلاً ومريحاً وخصلة طيبة.

فقد تربينا - كمسلمين - على أن ديننا الإسلامي هو دين التسامح الذي لا ينكر الأديان الأخرى، بل يشجع على التعايش معها بمحبة وتسامح، غير متناسين أن جميع الأديان والثقافات الأخرى تنادي كالإسلام بالتسامح وتحث عليه.

التسامح هو قبول الآخر كما هو، واحترام اختلافه ورأيه، وبالتالي يجب علينا أن نبدي رغبة أخوية صادقة في التسامح والتعاون معه، لمصلحتنا جميعاً ومصلحة المجتمع والوطن والإنسانية.

وحتى نصل إلى هذا الوضع الإنساني المطلوب، علينا أن ندرك أن البشر خطاؤون، وكلنا معرّضون للخطأ. إذن، لنشرع قلوبنا على المحبة، ونسامح كل من أخطأ في حقنا أو ظلمنا أو تسبب في أذيتنا، بل لنتسامح كلنا، ونعود إلى وعينا ونسعى جاهدين إلى خلق بيئة جديدة نظيفة تجمعنا مع الآخر على المحبة والتسامح، لا سيما في الأديان والمذاهب والمعتقدات وغيرها، لأن التعصب والتطرف والغلو والمذهبية والطائفية والقبلية، والفئوية، لوّثت بيئتنا الإسلامية التي كانت مسامحة، مُحبة، نظيفة. ولنندفع بقوة إيماننا أسوة برسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حين كان يسامح ويعفو ويغفر عن كل مَنْ آذاه من أعداء الإسلام، قال تعالى «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» (الأحزاب: 21). ولنتذكر دائماً أن السماحة يحبها الله تعالى، ورسوله الكريم، والملائكة والمقربون، وبالتالي علينا أن نجتهد لنعزز ثقافة التسامح كل من موقعه وبحسب إمكاناته وقدراته.

***

إن التسامح له أبعاد نفسية إيجابية على الإنسان، لذلك يجب أن يمارس ثقافة التسامح اليومية مع الآخرين والعفو عنهم، وهي من الأشياء الرائعة التي يقوم بها الإنسان من أجل سعادته وصحته النفسية والتخلص من هموم الحياة وقلقها.

يقول علماء النفس «إن التسامح علاج نفسي يُشفي الحالات المضطربة التي تعاني من القلق...»، وما أكثر ما يثير قلقنا في عواصف هذه الأيام الصعبة المضطربة!

منى الشافعي

m-alshafei@hotmail.com

alshafei_m@

القبس  في  28 يناير 2015