برنسيس إيكاروس

Wednesday, March 18, 2015

لغة الرثاء موجعة



كتبت منى الشافعي



لغة الرثاء موجعة
• حين يسكنُ قلبَ الإنسان. حزنٌ ما، ويُحنيه الوجع، تغيب عنه كل أبجديات العالم، وتعانده بشدة أفكاره.

*********

    لا أدري.. كلما أردت أن أكتب حرفاً تتوقف أقلامي عن الكتابة وتجفّ أحبارها، وتتسمّر يدي على الورقة.. أنا التي لم أتوقف يوماً عن الكتابة منذ طفولتي!
    نعم، إنها حقيقة الإنسان، حين يسكنه الحزن ويحنيه الوجع تغيب عنه كل أبجديات العالم، وتعانده بشدة أفكاره، فكيف سأكتب اليوم عن رحيلك المفاجئ يا ابن أخي «ليث» الغالي، فقيدنا الشاب، والحزن يلفني بعتمته يا «عميمة»، والوجع يعتصرني بلا رحمة؟!
     لم أتخيل أنني سأمسك بقلمي يوماً لأرثيك، إنه لأصعب الأيام وجعاً وإيلاماً على نفسي، وأثقلها عذاباً وهمّاً، على نفوس أسرتك ومحبّيك، ولم أكن أعرف لغة الرثاء الموجعة هذه، حتى يوم فقدك.
ها أنت رحلت باكراً، وتركت في قلوبنا غصة، جمرة ستظل مشتعلة. ولكن، «وَبَشّر الصَّابرينَ الَّذ.ينَ إذَا أَصَابَتْهُم مُّصيبَةٌ قَالُواْ إنَّا للّه وَإنَّا إلَيْه رَاجعونَ».
* * *
ها هو الشهر يمر موحشاً حزيناً، ولا نزال نستشعر فقدك، ونحس بغيابك، وتدمع قلوبنا، فحين عجلّت الرحيل، قسوت علينا يا «عميمة»، وتركتنا في ذهول اللحظة! فقد كنت إحدى شمعات بيت أخي التي انطفأت بغفلة من وعينا، «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
لقد رحلت حاجّاً، معتمراً، وابناً بارّاً بوالديك، لا سيما والدتك المريضة. فقد جسّدت إيمانك بالسهر على راحتها وعلاجها - في الخارج - تسعة أشهر، فهنيئاً لك هذا الفوز. قال تعالى «كُلُّ نَفْسٍ ذَائقَةُ الْمَوْت ثُمَّ إلَيْنَا تُرْجَعُونَ».
ستظلّ ذكراك يا الغالي، عطرة في حياتنا، نسأل الله العلي القدير أن يغفر لك، ويرحمك، وأن يلهمنا الصبر والسلوان على فراقك، وأن تتلقفك فراديس الخلد بأياديها الحنونة. عزاؤنا في ابتسامة صغارك «الحلوين»، الله تعالى يحفظهم ويحميهم، خلفاً لك يا ابن أخي الغالي.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
alshafei_m@

0 Comments:

Post a Comment

<< Home