برنسيس إيكاروس

Saturday, April 04, 2015

الاشاعة وباء نفسي !

كتبت منى الشافعي

الاشاعة وباء نفسي !

• من أخطر آثارها تضليل الرأي العام، وإثارة الفتن بين فئات المجتمع المختلفة، والتفرقة بين المواطنين.
******
ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن الإشاعة وبشاعتها، وها أنا تضطرني ظروف اليوم لأن أكتب مرة أخرى عن الإشاعات، لا سيما في ظلّ هذه الفترة الحرجة التي نعيشها، ومع تسارع الأحداث المختلفة التي تحيط بالمنطقة، والأنكى مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة وتقنياتها الحديثة التي تزداد تطوراً وتنوعاً لحظة بعد أخرى، مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام وواتس آب وغيرها، التي أسأنا استخدامها وسخّرناها لمثل هذه الأغراض الخبيثة. ومع وجود الدواوين المحلية، والساحات، والتجمعات، والملتقيات الخاصة والعامة، يستغل أصحاب النفوس المريضة والوطنية المزيفة، والعقول المغسولة، والضمائر الميتة، هذه الظروف الصعبة التي نمرّ بها، لنشر وترويج إشاعات كاذبة تصب في مصلحة مصدرها الأساسي لغاية أطلقت من أجلها.
حتماً ستجد الإشاعة مكاناً خصباً، ومرتعاً فسيحاً في عقول الناس ونفوسهم، وهذا أمر طبيعي في ظل هذه الظروف المتقلبة في الخارج غير المسبوقة، والجو المحتقن في الداخل. ولأن الإشاعات هذه الأيام بدل أن تتوقف لتختفي، تصاعدت حدتها بشكل لافت. وهكذا كثرت وازدادت وتنوعت، وكلها إشاعات مدسوسة وكاذبة لتساهم في قلقنا، وتزيد من توترنا لما يحدث حولنا، فمن الإشاعات السياسية والاجتماعية، إلى الاقتصادية والتجارية، وغيرها.
وتعتبر الإشاعة وباء نفسياً له خطورة على المجتمعات الآمنة المستقرة، كمجتمعنا الصغير، ومن أخطر آثارها تضليل الرأي العام، وإثارة الفتن بين فئات المجتمع المختلفة، والتفرقة بين المواطنين.
***
يا جماعة الخير، لتظل نفوسنا صافية، وصفوفنا الوطنية قوية متراصة، لنشكل معاً سداً منيعاً وسياجاً عالياً يحيطان بهذه الديرة الجميلة المعطاءة، لنحميها من كل مكروه قد يدنو صوبها.. غير متناسين، ولو للحظة، أن تماسك الجبهة الداخلية هو السند الأول والأهم لبقاء الأمن والأمان، والاستقرار الداخلي، خصوصاً في هذه الأيام الحساسة.
وبالتالي، نتمنى علينا جميعاً - مواطنين ومقيمين - التصدي لمثل هذه الإشاعات البشعة المزعجة، وضبط النفوس، وعدم تصديق كل ما يشاع، والامتناع عن نقلها وترويجها، وحصرها في أضيق الحدود، كي لا تزداد اشتعالاً في المجتمع.
نتمنى على حكومتنا الرشيدة أن تكون دائماً على اتصال يومي مباشر ومفتوح مع المواطنين والمقيمين، وهكذا تفشل الإشاعات وتنطفئ، لأن الصمت والسكوت من قبل الجهات الرسمية الحكومية ينميان الإشاعات. وبالتالي، تصبح مع الأيام مستساغة للناس ومعقولة وقابلة للهضم والانتشار الأكبر.
حفظ الله ديرتنا الجميلة وشعبها الآمن من كل مكروه قد يدنو صوبها.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
alshafei_m@

0 Comments:

Post a Comment

<< Home