برنسيس إيكاروس

Saturday, April 11, 2015

تعزيز الجبهة الداخلية!



كتبت منى الشافعي



تعزيز الجبهة الداخلية!

*****

      ما يدور حولنا الآن من أحداث جديدة غير مسبوقة حرك فكرة هذا الموضوع في ذهني، وجعلني أتساءل عن مسمى «الجبهة الداخلية»، وماذا يعني هذا المصطلح.
فالمعروف في حالات الحروب أن المواطن داخل أراضيه يُعتبر إحدى جبهات الحرب، وجزءاً لا يتجزأ من القتال الدائر في منطقته، أو حوله، أو على حدوده أو قرب منشآته العسكرية او الاقتصادية، أو فوق سمائه، وبالتالي لا بد أن تصاحب القوة العسكرية والامنية قوة اخرى تسمى «الجبهة الداخلية»، وهو مصطلح يشير إلى القوة المدنية الشعبية للدولة أثناء حالة الحرب، إذ تمثل النشاطات الداعمة للمجهود الحربي قوة مساعدة لتحقيق النصر في جبهات القتال.
       ومن واجب الدولة أن تباشر في إعداد وتجهيز تلك القوة المساعدة، وذلك لحماية المواطن في الداخل عبر خطة مدروسة متكاملة، لأهمية هذه المنظومة في حالة نشوب حرب ما. والجبهة الداخلية عبارة عن متطوعين من المواطنين القادرين والمتمكنين والمدربين، تساعدهم مؤسسات المجتمع المدني بكل طاقاتها وإمكاناتها وقدرات اعضائها، وذلك على شكل وحدات مدربة ومجهزة بالمعدات الطبية اللازمة وسيارات الاسعاف والاطفاء، ومعدات اخرى ضرورية لمثل هذه الامور.
****
      ولإنجاح مهمة وحدات الجبهة الداخلية ودورها يجب أن يتم التعاون الجاد بينها وبين وحدات الشرطة وقوى الامن الاخرى المستنفرة في الداخل، تساندهم وسائل الاعلام المتنوعة المقروءة والمرئية والمسموعة، لمواجهة الحالات الطارئة، والتقليل من حدوث الاضرار غير المتوقعة، وحل المشاكل الآنية والقضاء عليها، ذلك لأنه في حالات الحروب لن تتمكن الدولة منفردة من الدفاع والسيطرة على كل ما يحدث في الخارج والداخل.
     وبالتالي، يجب على الجبهة الداخلية المكونة من قوى بشرية مدربة، ومن قوى امنية مختلفة، ومن المؤسسات المدنية، ومن جميع المواطنين الغيورين على وطنهم وارضهم، ان تكون متماسكة وصلبة ومتراصة ومتعاونة ومتحابة ومتوادة، يداً واحدة قوية، كي تدعم القوة العسكرية للدولة، وسوراً منيعاً في وجه الاعداء، والأهم ان تبتعد عن مجرد حمل الشعارات ونشرها، وان تبتعد اكثر عن إثارة الطائفية، والقبلية، وتبدأ بالعمل الجاد وتفعيله في حال حدوث ضرر ما - لا سمح الله - وهذا واجب وطني، على المواطن ان يعززه ويدعمه، وذلك كل حسب موقعه وإمكاناته وقدراته.
*****
     وبالمناسبة، لن أنسى فترة الاحتلال العراقي عام 1990 لديرتنا الحرة، وكيف استطاع الصامدون من المواطنين حل مشاكلهم اليومية بكل جدارة واقتدار، لانهم كانوا يدا واحدة، وصوتا واحدا في وجه العدو. وهكذا نجحت الجبهة الداخلية في تلك الفترة الحرجة الصعبة.. فلنتذكر ذلك!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m
نشرت في جريدة القبس 11 ابريل 2015

0 Comments:

Post a Comment

<< Home