برنسيس إيكاروس

Monday, April 20, 2015

صناعة السياحة

كتبت منى الشافعي


صناعة السياحة!
****

     أخبرني.. عندما كان في المباركية، وبعد ان انهى جولته، استقل سيارته مغادراً. عند الاشارة الضوئية الحمراء، فتح السائق شباك السيارة الخليجية المجاورة لسيارته، وطلب منه ان يصف له الطريق المؤدي الى احد اشهر «المولات» بالديرة. لم يسمح له الضوء الاحمر الا بكلمة «الحقني أخي».. واوصله الى وجهته.
تظل الكويت عنصر جذب للكثير من الزوار / السياح، خصوصا الخليجيين، وذلك في فترات العطل القصيرة والاعياد، والمواسم المختلفة، والمناسبات العامة. وهكذا لا تخلو الديرة يوما واحدا من الاخوة الزوار.
***
     هذا ما دفعني الى كتابة هذه المقالة الموجهة للمسؤولين والقائمين على قطاع السياحة في الديرة. لأننا جميعا نطالب ونتمنى بان تكون ديرتنا بلدا سياحيا نفتخر به ونعتز. ولكننا في الحقيقة نفتقد الترويج / التسويق لمقومات وعناصر السياحة عندنا.
     فالسياحة عامة هي البحث عن الترويح والثقافة والمعرفة والجمال والمتعة والتجديد، وعناصرها العامة ايضا معروفة ومنها، زيارة المواقع الاثرية، والتمتع بزيارة ابرز معالم البلد المشهورة، وزيارة المعارض التشكيلية، والعروض المسرحية والسينمائية، والاستمتاع بالسياحة الرياضية، وزيارة المتاحف والمراكز العلمية، والبحث عن الانشطة الثقافية المختلفة وغيرها من الامور الترفيهية الجاذبة الأخرى، مثل مدن الملاهي والحدائق العامة. واغلب السياح يرغبون في التسوق وزيارة الأسواق التجارية الكبيرة، والتمتع بمطاعمها المشهورة، ومقاهيها الجميلة. وهناك من السياح من يعشق الاسواق الشعبية بحرفها وصناعاتها اليدوية الجميلة، وزيارة المدن العتيقة، والقرى التراثية.
والكويت اليوم، تشتهر بمعالم جميلة مميزة، واسواق تجارية حديثة، واماكن ترفيهية جديدة، متعددة الانشطة، ومتنوعة الفعاليات، بحيث تفي وتكفي وتمتع أغلب الزوار.
     وبالتالي، فصناعة السياحة الناجحة، من أبسط آلياتها: توفير مطويات / بروشورات مجانية شهرية للسائح، تحتوي على كل الاماكن الترفيهية، والمعالم السياحية المشهورة في الديرة، التي يرغب السائح في زيارتها، كما تتضمن جدول الانشطة والفعاليات اليومية المقامة في هذا الشهر. والأهم ان تحتوي المطوية على خرائط واضحة للاماكن والطرقات المؤدية الى هذه المعالم، وتلك الأماكن بكل تفصيل ودقة، على ان توزع هذه المطويات في المطارات، وجميع المنافذ البرية والبحرية، وحتى في محطات الوقود والاماكن العامة داخل الديرة، لمساعدة السائح على قضاء عطلة ممتعة ومريحة.
     هذه الخدمة البسيطة ستطور القطاع السياحي، وتنمي الاقتصاد في الديرة، ولن نغفل هنا ان المواطن والمقيم ايضا يحتاج الى مثل هذه المطويات الشهرية حتى يواكب الجديد والحديث في الديرة، وايضا لتنشيط السياحة الداخلية. فلماذا نهمل هذه الامور البسيطة، ذات المنفعة الكبيرة؟!

منى الشافعي
m_alshafe@hotmail.com
@alshafei_m

نشر في : 20/04/2015

 

 

0 Comments:

Post a Comment

<< Home