برنسيس إيكاروس

Wednesday, May 20, 2015

لنبدأ من الطفل!

كتبت منى الشافعي



لنبدأ من الطفل!
***

  دائماً، عندما نتحدث عن المستقبل نذكر ونشير ونؤكد اهتمامنا جميعاً بالشباب، ثروة المستقبل. وهذا كلام جميل ومنطقي، ولكن ألم نقصّر مع فئة عمرية أخرى من عيالنا، وهي الطفل؟!
فبناء الانسان الحضاري، اجتماعياً وعلمياً وثقافياً، يبدأ من مرحلة الطفولة.
نعم، الطفل هو النواة الاولى لصورة الحاضر، وأمل المستقبل، وبالتالي تجب ايضا الاشارة اليه، والالتفات الى هذه الشريحة الكبيرة في مجتمعنا، والاهتمام بها، ورعايتها الرعاية الكاملة، فالطفل اليوم انسان له جميع حقوقه التي ذكرها ديننا الاسلامي، ومواثيق الأمم المتحدة.
* * *
  اعتبرت رعاية الطفل مسؤولية عامة، يشترك فها الاسرة والمجتمع والدولة، ذلك لأن عالم الطفل عالم مختلف وصعب، يحتاج الى هذه العناية المركزة، والرعاية المكثفة، فالاسرة هي بيئة الطفل الاولى التي تحتضنه بالحب والحنان، وتغرس فيه كل القيم والمفاهيم الجميلة قدر استطاعتها، وتنمي جسده الضعيف الصغير. ثم يأتي دور الدولة التي تقدم له الرعاية الصحية الكاملة منذ لحظة ولادته، والرعاية التعليمية، والتربوية، والتثقيفية.
ولأن الطفل في مراحله التعليمية العمرية المختلفة يحتاج الى من يساعده ايضا على تنمية افكاره، وجميع قدراته الذهنية والابداعية، واكتشاف مواهبه، واكتساب معارف جديدة ـــ غير المدرسية ـــ وهنا يأتي دور المدرسة التي تهتم بهذه الامور جنبا الى جنب مع المناهج التعليمية، والتي نفتقد معظمها في مدارسنا هذه الأيام، ولن نغفل دور المجتمع بمؤسساته المختلفة التي تهتم بالطفولة، مثل مكتبة الطفل، مسرح الطفل، أماكن الترفيه ووسائل التسلية، وسائل الاعلام المقروءة، والمسموعة، والمرئية المختلفة، ببرامجها الاعلامية المخصصة والموجهة الى الطفل بمراحله العمرية المتدرجة.
*
* *
ومن الامور التربوية المهمة في تنشئة الطفل وتربيته، التي يجب ان نلتفت اليها بقوة، تدريب الكفاءات المهتمة بالطفل والطفولة، سواء في المؤسسات العامة او الخاصة، وذلك دوريا، كي تطّلع على كل ما هو جديد وحديث ومتطور في عالم الطفل المتنوع، وأخذ ما يناسب مجتمعنا، ويتماشى مع بيئتنا من علوم جديدة، ومعارف حديثة في تربية الطفل وتنشئته التنشئة السوية الصالحة، كذلك الاستفادة من تجارب الآخرين الناجحة. والعالم المتحضر المتطور لا يخلو يوميا من هذه التجارب.
ولا نغفل تربية الطفل على الإحساس بهويته الوطنية، والقيم والمفاهيم، والمعاني الاصيلة التي تربينا عليها في مجتمعنا، على ألا نهمل التفاعل مع متطلبات الحياة العصرية الحديثة ومتغيراتها المتسارعة، لاننا نعيش ضمن هذه المنظومة، ولسنا بمعزل عنها، وليتنا في مدارسنا نستخدم كل وسائل التكنولوجيا الحديثة الموجهة الى الطفل كي يستفيد منها في عمليتي الخلق والابداع لديه، والدخول في فضاءات هذا الانفجار المعرفي التكنولوجي المتطور بكل ثقة وفاعلية، كي تساعده على الاعتماد على نفسه وبناء شخصيته المستقلة منذ الصغر، بعيدا عن طريقة الحشو والتلقين، التي لا تزال تسكن مدارسنا النظامية، وتعشش في عقولنا.


منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
alshafei_m@

نشر في : 16/05/2015

0 Comments:

Post a Comment

<< Home