برنسيس إيكاروس

Wednesday, June 03, 2015

شهر رمضان المبارك مناسبة عظيمة للتسامح!

كتبت منى الشافعي

 
شهر رمضان المبارك مناسبة عظيمة للتسامح! 

***

ها هو شهر رمضان المبارك يدق الابواب. ايام قليلة تفصلنا عن نوره البهي. وبما انه شهر الطاعة والإيمان والرحمة والتسامح، فلماذا لا نستغل حضوره الفضيل، ونجعله شهرا بلا كراهية؛ لتنقية قلوبنا، وحماية عقولنا من التلوث الناتج عن الكراهية والحقد والأنانية تجاه الآخر المختلف، ونطهر نفوسنا من الشوائب غير المرغوب فيها التي لا تزال عالقة في أعماقنا؟
***
إذاً.. فلنبسّط الأمور فيما بيننا، ونحاول بكثير من الشفافية والعقلانية، أن نتقبل الآخر، ونعترف بحقه في الوجود الانساني، ومشاركتنا العيش في مكان واحد، ونعطيه الحق في الاختلاف، لأن الاختلاف باق ما بقي الوجود الانساني على الارض. قال الله تعالى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين».
وبالتالي، فشهر رمضان الفضيل فرصة عظيمة وطيبة للبدء في التسامح، ونبذ الخلافات والصراعات، والتشنجات، التي لا مبرر لها بيننا، والتي اخذت تظهر بصورة لا تشبهنا، في الفترة الاخيرة، من خلال وسائل شبكات التواصل الاجتماعي الحديثة، وذلك حتى نلائم ونتخطى هذه المرحلة العصرية الكونية السريعة بجغرافيتها الجديدة المحيّرة، وتاريخها الحديث، الذي أخذ يتشكل بسرعة لافتة، ناهيك عن فوضى عالم اليوم ورماديته، غير متناسين اننا لسنا بمعزل عنه.
لذا.. علينا كمواطنين أن نركز على مصلحة الوطن، ولحمته وتماسكه، ومصلحة الجماعة، متناسين المصلحة الفردية، والإفراط في تضخيم الأنا. ولنكن جميعا صفا واحدا، وصوتا واحدا، في وجه كل من يحاول ان يبث سموم التفرقة، وزرع الطائفية والمذهبية والقبلية وغيرها في جسد ديرتنا السليم المعافى، وفي وجه كل من يحاول ان يؤجج نار الفتنة، وتوسعة ثغرات الخصام بين أطياف مجتمعنا المتحابة المسالمة.
كما يجب علينا كمواطنين ألا ننسى ان ثقافتنا الكويتية، التي تربينا عليها، ترفض بشدة مثل هذه الامور، والسلوكيات غير المألوفة عندنا.. نحن كنا، وما زلنا، وسنظّل، شعب الاسرة الواحدة، وديرتنا على صغر مساحتها، الا انها كانت، ولا تزال، وستظّل تتسع لجميع اطياف المجتمع، وتشكيلاته، محتضنة الجميع بيديها الحانيتين. ولنع جيدا ان كل واحد منا، من دون الآخر لا شيء.
مبارك عليكم شهر رمضان الكريم، وعساكم من عواده، وكل سنة والجميع، مواطنين ومقيمين، بخير وصحة وعافية.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

نشر في : 03/06/2015

المزيد من مقالات الكاتب

0 Comments:

Post a Comment

<< Home