برنسيس إيكاروس

Saturday, June 13, 2015

.. إذاً لنبدأ من هنا !

كتبت منى الشافعي

.. إذاً لنبدأ من هنا !
***

    هل فكرنا كيف سنخطط للحصول على ثروة وطنية جديدة بعد الثروة النفطية.. وذلك بسبب السياسات العالمية الجديدة التي أخذت تتحكم بأسعار وشؤون الثروة النفطية في الآونة الأخيرة، والصراعات السياسية، والحروب التي تدور حولنا وتحيط بنا؟
***
    يعتبر الإنسان من أهم عناصر التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع. وبالتالي يحتاج إلى تطوير وتدريب يرافقانه بصورة مستمرة، خصوصاً في التربية والتعليم الحديث المتجدد الذي يشهده العالم المعاصر.
    لذا، ليس أمامنا في الديرة إلا استثمار رأس المال البشري. فماذا أعددنا له، وهو ثروتنا المستقبلية الوحيدة؟.. ولنا في اليابان خير مثال حي.
    يقال إن الظهور الحقيقي لنظرية رأس المال البشري الجديدة كان من خلال مقال «الاستثمار في الرأسمال البشري» الذي نشره الاقتصادي تيودور شولتز، عام 1961.
وبحسب هذه النظرية، أيضاً، يقال إنها تعد الموارد البشرية بمنزلة رأسمال، لها أهمية الموارد المادية الأخرى نفسها، وتسير بالمبادئ نفسها، وإن الاستثمار في العنصر البشري هو كل إنفاق استثماري على التربية والتعليم يؤدي إلى زيادة إنتاجية الفرد الذي حصل على التعليم، وبالتالي زيادة دخله ورفع مستوى معيشته.
***
    نعرف جيداً أنها مهمة صعبة في البداية، لأنها تحتاج إلى الكثير من الوعي والتفكير والتخطيط، والوقت والجهد، ولكن مع هذا يجب ألا نهمل هذا الخيار الحضاري حتى لا نتخلف، فنندم في القادم من الأيام. لأن هذا النوع من الاستثمار بالضرورة سيحل لنا أكثر من مشكلة اجتماعية واقتصادية. فَلَو بدأنا بتغيير جذري في برامج التربية والتعليم، معتبرين التعليم استثماراً وليس استهلاكاً، وأن الاستثمار في الرأسمال البشري لا يقل أهمية عن الاستثمار في رأس المال الطبيعي، وربطنا مخرجات التعليم بمتطلبات سوق العمل الذي يحتاج إلى قدر كبير من الأيادي العاملة الماهرة المتدربة، والعقول المفكرة، وذلك لزيادة الإنتاجية وجودتها، لنجحنا في التغلب أو الحد من البطالة التي يشكو منها شبابنا. وذلك بإيجاد فرص عمل متنوعة لحملة الشهادات المختلفة بدرجاتها وتخصصاتها الحديثة، وفتح مجالات كثيرة لوظائف متناسبة مع متطلبات العصر التكنولوجي الحديث المتسارع، ولوجدت أفكار حديثة متطورة تساعد في تحريك عجلة الاقتصاد والتنمية بشكل سريع ومستمر.
     وبالتالي، فدور التربية والتعليم الحديث المتطور، ووسائل التدريب والتأهيل، في التنمية البشرية، والاقتصادية والاجتماعية، يشكل أهمية كبيرة في زيادة ثروة المجتمع، والقضاء على أغلبية مشاكله الاقتصادية والاجتماعية، وفي تقدم الأمم والشعوب وتطورها... إذاً، لنبدأ من هنا!

منى الشافعي
m_ alshafei@hotmail.com
@alshafei_m
نشر في جريدة القبس : 13/06/2015

المزيد من مقالات الكاتب

0 Comments:

Post a Comment

<< Home