برنسيس إيكاروس

Friday, July 03, 2015

طقوس «قرقيعان» الحديثة !


كتبت منى الشافعي

طقوس «قرقيعان» الحديثة !

***

    قرقيعان اليوم حمل طقوساً جديدة مبتعداً عن الموروث القديم الذي توارثناه عبر الأجيال. حتما اغلبنا - جيل الكبار - عاش ومارس مظاهره بلياليه الثلاث التي تسبق منتصف شهر رمضان الفضيل ببساطته المحببة، التي تمتع الكبار قبل الصغار.
***
     نعم، لن ننكر أن هذا التغيير في طقوس قرقيعان الأمس جاء مواكبا للحياة العصرية وحراكها اللاهث وتبدلها يوما بعد آخر. وبالتالي وبغفلة من الانسان أصبح أسيراً لهذا التغيير. فجاء قرقيعان اليوم بعيدا عن العادة الاجتماعية المتوارثة، بقالبه الجديد ومبتكراته الحديثة، فأصبحت الأسر تتهادى في ما بينها بهدايا غريبة عجيبة، منها السلال المختلفة الغارقة في العجب، وعلب الفضة المتنوعة الاشكال والأحجام الغالية الثمن تحتوي على حلوى القرقيعان الفاخرة بعيدة كل البعد عن حلوى الزمن الجميل.. «ملبّس، برميت، علك بوطقة نقل، مخلّط وغيرها».. وهكذا اختفت طقوس قرقيعان الأمس لتحل محلها تلك الطقوس الحديثة التي حدّت منه بشكل لافت. والأغرب ان تلك المظاهر المستحدثة اصبحت احد رموز التباهي والتفاخر بين اغلب اطياف المجتمع الكويتي، والتي استاء منها كبار السن بيننا.
***
     لو ابتعدنا قليلاً عن العاطفة وحالة الاستياء التي تسكن اغلب الأجيال الكبيرة من تلك المظاهر الجديدة، ولو تناسينا عشقنا لكل ما ورثناه من الزمن الماضي الجميل، لأدركنا ان قرقيعان اليوم له الفضل الكبير في تحريك عجلة الاقتصاد الصدئة وتنشيطها. لأن دينار القرقيعان سيأخذ دورة اقتصادية فاعلة ومؤثرة من جيب الى يد ثم الى جيب آخر ويد أخرى، وهكذا سيتحسن نوعا ما اقتصادنا في هذا الشهر المبارك.. فشكرا للقرقيعان!
***
     لذا، علينا - جيل الكبار - ان نقتنع بأن الحياة دائماً في تجدد مستمر وتطور يومي سريع كالليزر.. لم ولن ينتهي!
وعلى الرغم من ان قرقيعان مرّ علينا هذا العام وأجواؤنا حزينة، لكن ما أتمناه أن تكونوا بخير وصحة وعافية واقتصاد مزدهر ان شاء الله «اليوم ودوم».

m_ alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

نشر في : 03/07/2015

0 Comments:

Post a Comment

<< Home