برنسيس إيكاروس

Tuesday, July 21, 2015

للتذكير.. حتى لا ننسى!

كتبت منى الشافعي
للتذكير.. حتى لا ننسى!

****

      كتبت، كما كتب غيري من الزملاء، وسأظل أكتب، ولن أتعب، عن مبدأ التسامح، لأننا، كبشر، نحتاج دائماً إلى من يذكرنا بهذه القيمة الراقية التي نحتاجها في حياتنا اليومية، حتى نشعر بالراحة والطمأنينة. فالتسامح قادر على حل أغلب مشاكلنا اليومية المختلفة، والعالقة التي نعانيها، وذلك حتى نعيش في سلام وأمان واستقرار.
    التسامح هو قبول الآخر كما هو، واحترام اختلافه ورأيه، وبالتالي يجب علينا أن نبدي رغبة أخوية صادقة في التسامح والتعاون معه، لمصلحتنا جميعاً ومصلحة المجتمع والوطن والإنسانية.
فإذا كانت الأديان، خاصة الإسلام، تدعو الى المحبة والتسامح، فمن الظلم أن تتصارع الشعوب بسبب الاختلاف في المعتقدات، فما بالك بين أبناء الشعب الواحد، أبناء الوطن الواحد، أصحاب الأرض الواحدة، والأنكى أصحاب الدين الواحد!
    أليس ما يحدث اليوم من صراع وقتال طائفي ومذهبي، هو حالة شاذة بعيدة عن الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة الواضحة الحيوية، وتشويه لصورة الإسلام الإنسانية الراقية!
***
    إذا أدركنا أن الأصل في الحياة هو الاختلاف.. وأن التعدد والتنوع، سواء في العقيدة أو الفكر أو القدرات أو الإمكانات وحتى اللون والشكل، أمر طبيعي، ومن سنن الله تعالى الفطرية، وأن الاختلاف لا يعني التفرقة، وإذا اقتنعنا بأن الاختلاف بكل صوره يثري الحياة الإنسانية وينمّيها فكرياً وعلمياً واجتماعياً، واقتصادياً وسياسياً.. وإذا انتبهنا الى ان الانسان كائن اجتماعي من الصعب أن يعيش بمعزل عن الآخر المختلف عنه، وأن هناك ضرورات حياتية مشتركة تستدعي هذا الاختلاط بالغير، وإذا عرفنا أن الاختلاف ظاهرة إنسانية عالمية، يجب علينا احترامها، والتعايش معها وتقبّل وجودها بكل شفافية، وبالتالي يجب علينا جميعا، كبشر، ان نتقبل الآخر المختلف.
***
     ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن الإشاعة وبشاعتها، وهأنا تضطرني ظروف اليوم، لأن أكتب مرة أخرى عن الإشاعات، لا سيما في ظلّ هذه الفترة الحرجة الرمادية التي نعيشها، ومع تسارع الأحداث المختلفة التي تحيط بالمنطقة، والتي لم تتجاوزنا، والأنكى مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة وتقنياتها الحديثة التي تزداد تطوراً وتنوعاً لحظة بعد أخرى، فيستغل أصحاب النفوس المريضة، والوطنية المزيفة، والعقول المغسولة، والضمائر الميتة، هذه الظروف الصعبة التي نمرّ بها، لنشر وترويج إشاعات كاذبة تصب في مصلحة مصدرها الأساسي لغاية أطلقت من أجلها..
وبالتالي ، نتمنى علينا جميعاً - مواطنين ومقيمين - التصدي لمثل هذه الإشاعات البشعة المزعجة، وضبط النفوس، وعدم تصديق كل ما يشاع، والامتناع عن نقلها وترويجها، وحصرها في أضيق الحدود، كي لا تزداد اشتعالاً في المجتمع.
      نتمنى على حكومتنا الرشيدة أن تكون دائماً على اتصال يومي مباشر ومفتوح بالمواطنين والمقيمين، وهكذا تفشل الإشاعات وتنطفئ، لأن الصمت والسكوت من قبل الجهات الرسمية الحكومية ينميان الاشاعات.
    حفظ الله ديرتنا الجميلة، واميرها الغالي بابا صباح، وشعبها الآمن - مواطنين ومقيمين ـ من كل مكروه قد يدنو صوبها.


نشر في القبس : 16/07/2015

m_alshafei@hotmail.com
alshafei_m@

0 Comments:

Post a Comment

<< Home