برنسيس إيكاروس

Sunday, January 17, 2016

بمناسبة عيد الميلاد المجيد



بمناسبة عيد الميلاد المجيد

***

مع كل هذه الأنواع من وسائل التواصل الاجتماعي وأشكالها التكنولوجية السهلة البسيطة، فإن في الدول الغربية تعود حمى الرسائل التقليدية في مواسم الاعياد مثل عيد الميلاد المجيد، عيد الكريسماس، وعيد رأس السنة الميلادية، وعيد الشكر.. وغيرها من أعيادهم الدينية، يتبادلون خلالها الرسائل الجميلة، وبطاقات المعايدة الملونة، المكتوبة بخط اليد بمشاعر صادقة وأحاسيس شفافة، تفرح القلب، وتنعش الروح، وذلك عبر وسائل البريد العادية. مع أنهم مَن اخترعوا، وصنعوا التكنولوجيا الحديثة التي غزتنا بقوة، عبر الانترنت وتوابعها من الــ«واتس أب»، «تويتر»، «الفيسبوك»، «الانستغرام»، «الهاشتاغ» وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي المتسارعة.

* * *
 
هذه الفضاءات الافتراضية، ربما جمدت عندنا الاحاسيس الرقيقة، والمشاعر الانسانية، كما اختفت عندنا لهفة الرسائل الورقية المكتوبة بدفء الحب، وحمى العاطفة، وشغف الانتظار، وضيعت رائحة الورق العطرية والوانه، ذلك لان الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي قصيرة وسريعة، جامدة بلا روح ولا نكهة، بضغطة زر بسيطة تتبخّر، تتلاشى وتختفي.
وبالتالي نسينا اشكال خطوط احبابنا واصحابنا، وحتى اشكال خطوطنا. فكم من واحد منا لا تزال عادة كتابة الرسائل التقليدية تلازمه وتستهويه؟! وهكذا شيئا فشيئا ستضيع هذه العادة الجميلة من بين أيدينا، وتتسرب من ارواحنا بغفلة منا.
لن ننكر ايضا ان التكنولوجيا الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي قد أثرّت في اغلب وسائل الحياة التقليدية الاخرى، سواء الثقافة العامة، المعرفة، التدريس.. وغيرها من امور حياتنا الاخرى. والأنكى هناك من يطالب بما يسمى «الكتاب الابداعي الالكتروني»، بمعنى لن نجد في المستقبل القريب كتابا ورقيا ابداعيا ـــ قصة، رواية، شعر ــــ وهكذا سنفقد ايضا متعة القراءة الحقيقية التي لها طقوسها وخصوصيتها التي تتباين من قارئ إلى آخر، ولن نشعر بلذة ما نقرأ، ولا بحميمية هذا الابداع او ذاك، فلا طعم ولا رائحة، ولا أي خربشة على الورق.. كما افتقدنا هذه الايام لذة الكتابة على الورق، فكل شيء أصبح الآن طباعة بواسطة اجهزة التكنولوجيا الحديثة، فأصبحنا جميعا مرسلا، ومستقبلا، وما بينهما من مواضيع مختلفة ابداعية، علمية، معرفية، تجارية وغيرها.
* * *
بمناسبة عيد الميلاد المجيد، عيد الكريسماس، نبارك لاخوتنا المسيحيين داخل الديرة وخارجها، وكل عام والجميع بخير وأمان وصحة وعافية!

منى الشافعي
نشر في : 25/12/2015

0 Comments:

Post a Comment

<< Home