برنسيس إيكاروس

Sunday, January 17, 2016

حتى أوفِّر هذه القطرة لأحفادي !!


 

حتى أوفِّر هذه القطرة لأحفادي !!

***

     منذ أكثر من عقدين ونحن نسمع ونقرأ أن الحروب المقبلة هي حروب المياه، وهذه حقيقة، لأن المياه العذبة أصبحت شحيحة في بعض المناطق من العالم، كما

يحدث هذا أمامنا والعالم محاط بمحيطاته وبحاره، وأنهاره وبحيراته. فكيف هنا في ديرتنا الصغيرة المساحة، والتي لا تملك غير خليجنا الصغير الذي يسقينا، فيمدنا بالحياة، ألا يجب ان نحافظ عليه نظيفا وبعيدا عن التلوث؟ متى نعي انه امن مياهنا العذبة الوحيد، غير متناسين ان كمية الطاقة - نفط - اللازمة لتحويل المياه المالحة الى مياه للشرب مكلفة جداً !

***

     في ندوة «بيئة افضل.. لحياة أفضل»، التي اقيمت مؤخرا، انتقد د. بدر العنزي، ارتفاع معدلات استهلاك المياه من 400 لتر الى 500 لتر للفرد، وهو اعلى معدل لاستهلاك المياه في العالم! واضاف ان الوصول بمعدل استهلاك الفرد الى 300 لتر يوميا، يعني توفير محطتين بالكامل (محطات تحلية).

    معلومة تثير الدهشة والعجب! اين الاحساس بالمسؤولية يا مواطن / يا مقيم؟ ولماذا كل هذا الهدر غير المعقول؟ متى نعي اهمية قطرة المياه العذبة؟! انها ثروة حيوية ونعمة، فلنحافظ عليها. اذن اصبحنا نحتاج الى ثقافة ترشيد مدروسة وسريعة، ووعي خاص لدى الناس، لترشيد استهلاك المياه العذبة، ووقف هذا الهدر، خصوصا في بيوتنا، وفي الاماكن العامة والخاصة، وحتى المؤسسات الحكومية. وذلك حتى نتغلب على تحديات العصر المقبلة، حين تشح المياه العذبة، وتبدأ حروب السيطرة على منابع المياه والتحكم بها. فهل سيحصل الفرد منا على 500 لتر كما حاله اليوم؟!

***

     من المفارقات، والمواقف التي تثير الحسرة لدينا احيانا، وبالصدفة وكنت خارج الديرة، سألت احد المراهقين من الاجانب الذين حولي، وكنا في رحلة بحرية في المحيط الهادي: «لماذا تحافظ على المياه العذبة بهذه الصورة - كان مقتصدا جدا باستخدامه للمياه العذبة - وبلادكم ما شاء الله تحيطها اكبر المحيطات وتزينها البحار، وتكثر بها الانهار والبحيرات؟"." اجابني بعبارة جميلة ابهرتني، واحرجتني في الوقت نفسه: «حتى أوفر هذه القطرة لأحفادي".

     يا جماعة، هذا رد المراهق الصغير، يفكر بأحفاده. اتدرون، انه الوعي الذي تربى عليه، الاحساس بالمسؤولية، الارشاد العام والخاص، البيت، المدرسة والمجتمع، انه التفكير السليم الجميل، بمستقبل الاجيال القادمة عندهم. فهل سنهتم نحن بقيمة هذه القطرة؟.

منى الشافعي

0 Comments:

Post a Comment

<< Home