برنسيس إيكاروس

Sunday, January 17, 2016

حتى لا نفقد الصورة الجميلة لديرتنا!


 

حتى لا نفقد الصورة الجميلة لديرتنا!

***
    يتصفح جواز السفر، يضع الختم، يمده إليّ مبتسماً، يفاجئني: «الكويت جميلة، أتمنى أن أعمل وأعيش في الكويت، زرتها مرتين، أحببت طيبة أهلها وكرمهم، الكويت بلد الامن والامان والاستقرار». لم أقاطعه، عدا الدهشة، فقد كنت مسكونة بالفخر والاعتزاز بديرتي الجميلة المرغوبة.. إنه موظف الامن في مدينة سان دييغو، ولاية كاليفورنيا ــ اميركا. قبله، موظف شركة الطيران، الذي استلم حقيبة السفر، وحين نظر الى الجواز الكويتي، أشرقت ابتسامته، يردد: «كم هي جميلة الكويت! ان اختي وزوجها يعملان في الكويت منذ 12 سنة.. كم اتمنى ان اعمل في الكويت الجميلة.. تقول عنكم انكم شعب طيب ومسالم وكريم». ثم فتح جهاز الايفون وأخذ يريني صوراً عن الكويت. وبكل فرحة يقول: «أختي تبعث لي يومياً صوراً عن الكويت، في كل تنقلاتها.. هنيئاً لكم بلدكم الجميل». يبدو انه حتى اميركا لم تحقق لمواطنيها كل ما يرغبون به، ويطمحون إليه.
في ولاية فلوريدا ــ اميركا.. حين عرف سائق التاكسي، الذي أقلّنا من المطار الى الفندق، أننا من الكويت، رحّب بنا مرة أخرى بحرارة، وكأنه يعرفنا من سنين، فسألته: هل تعرف الكويت؟ أجاب: «نعم أعرفها جيداً، وأتابع أخبارها منذ فترتي الغزو العراقي والتحرير وإلى اليوم.. الكويت بلد صغير، لكنه جميل ومسالم وديموقراطي، بلد امن وامان، اهله طيبون ومسالمون، انني معجب به ومتابع جيد لكل ما يدور في منطقتكم وحولكم من تقلبات واحداث، ومصاعب سياسية، واجتماعية، وجغرافية، اتمنى ان تحافظوا على بلدكم من كل هذه التحديات الجديدة». فعلا كان إنساناً مثقفاً، واعياً، ومطلعاً.
     مع انني كنت سعيدة وفخورة ومعتزة بهذه السمعة الذهب، عن ديرتي الجميلة، واهلها الطيبين المسالمين، الا ان كلماته نبهتني الى امور كثيرة، ربما كنت غافلة عنها.. نعم هناك تحديات اقليمية وعالمية، ولسنا بمعزل عنها، ولقد بدأنا بالفعل نفقد بعضا من صفاتنا التي جبلنا عليها وعرفنا بها، وحتى لا نفقد صورة ديرتنا الرائعة الجميلة، التي انطبعت منذ عشرات السنين في عيون وأذهان الآخرين، وحتى نظل فعلا ذلك الشعب المسالم الطيب المسامح والكريم، وحتى تظل ديرتنا بلد الدستور والقانون والأمن والأمان والاستقرار، والحرية والديموقراطية، يجب علينا ان نحب الكويت بكل صدق وامانة، ونبتعد عن الطائفية، القبلية، المذهبية، الفئوية، الفساد، الرشوة، والواسطة، ونقترب من الإحساس بالمسؤولية. وبالتالي نحن بخير، فقط يراد لنا جميعا ــ مواطناً، حكومة، أمة ــ الالتفات الى كثرة سلبياتنا، والاصرار على تصحيحها، حتى لا نفقد جمالنا وجمال ديرتنا!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

نشر في : 15/11/2015

0 Comments:

Post a Comment

<< Home