برنسيس إيكاروس

Monday, February 08, 2016

فبراير نكهة غير النكهات!



فبراير نكهة غير النكهات!

***

       من بين كل هذا الحطام وذاك العدم، مع كل هذا الصراع، وذاك العراك المتناثر من حولنا، هنا وهناك تتخلق حياة؛ طفل يولد؛ فرحة تعلو، عيون تزغرد للحب. من بين كل هذا وذاك تطلّ على الكويت، ديرتي الجميلة، فرحتها الربيعية الملونة بفبراير العذب برائحة وروده المنعشة، ألوان نويره الزاهية، عطر أزهاره المتنوعة. وأهم ما يحمل بين أيامه المعطّرة أعيادنا الوطنية، عيد الجلوس/ الاستقلال، الذي فطرنا سنوياً على الاحتفال به، وعيد التحرير الغالي على نفوسنا، واحتفالات هلا فبراير السنوية، وعيد الحب/ Valentine's Day، انه موسم الأعياد والفرح.
***
    يبدو أن شهر فبراير ملون بكل هذا التنوع المتفرّد، فحتى البيوت تجملت بأعلام الوطن وأنوار المساء المتلألئة، والحدائق تعطّرت بالزهور والورود، والطرقات والشوارع تباهت بالأضواء المنيرة، وبالتالي فأمنياتنا كثيرة، خصوصا في أعيادنا الوطنية.
    فالأعياد الوطنية عادة فرصة لغسل القلوب من شوائب الأحقاد، والنفوس من الشر اللئيم، وترميم جسور المحبة والمودة التي بدأت تتآكل، وينخر بها السوس الطائفي البغيض، وفرصة نعزز بها أواصر المحبة والمودة بيننا بكل أطيافنا الجميلة الملونة، كما هو التسامح والإخاء، واحترام الآخر وتقبله بكل أشكاله وألوانه، كما نتقبل ألوان الورد وعطره الربيعي، غير متناسين هنا أن نمرّن أنفسنا على نسيان الذات، ونكران الأنا، وفتح صفحة جديدة صافية بعضنا مع البعض.
***
    يا جماعة؛ ديرتنا الجميلة تستحق أن تتزين بكل ألوان الفرح، وتستحضر الحب و«الوناسة»، وتستمتع بكل أعيادها الوطنية والاجتماعية، فلا تدعوا السعادة تفلت من بين ايديكم يا أهل الديرة، فديرتنا شابة انيقة طرية العود، مع انها صغيرة الحجم الا انها تتسع لكل محبة العالم ووروده الملونة، ولن نغفل هنا عن أننا شعب يحب «الوناسة»، ويعشق الفرح، وفبراير عندنا غير الهلا والمرحبا، يحمل نكهة غير النكهات، وفرحة غير الفرح، وحلاوة تميزه، وحضوراً شيقاً.. فهو كريم بعطاءاته الاقتصادية والاجتماعية والترفيهية، ونحن شعب نستاهل كل هذا العطاء.. فلنستمتع!

نشر في : 08/02/2016
منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

0 Comments:

Post a Comment

<< Home