برنسيس إيكاروس

Sunday, April 24, 2016

الحوار يُجيده الطيبون والمصلحون فقط !



الحوار يُجيده الطيبون والمصلحون فقط !

***
       ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن «الحوار»، لأنه كما يقال «في الإعادة إفادة».
     يشكّل عصرنا بالنسبة إلينا كثيراً من التحديات القوية التي تعصف بكل المجالات الحياتية، فلا بد لنا من استيعابها، لأننا لسنا بمعزل عن العالم، وها نحن نعاني هذه الأيام من أزمة اقتصادية محلية وعالمية شائكة، طالت الأخضر واليابس، ومع هذه الظروف الاقتصادية المتعرّجة، ظهرت لنا قبل أيام أزمة إضراب النفط، الذي هو موردنا الاقتصادي الوحيد، وشريان حياتنا.
    وحتى لا تتكرر أزمة إضراب النفط، وغيرها من الأزمات الاقتصادية الأخرى التي تعطل مصالح الديرة، وتمس مقدرات البلد، فإننا نحتاج اليوم وقبل الغد إلى الجلوس إلى طاولة حوار وطني، يعيننا على الخروج من نفق الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، وهذا ما يتمناه كل مواطن، على أن تسود روح المحبة والتسامح هذا الحوار، وتقريب وجهات النظر المتباينة، وأن يكون احترام الرأي والرأي الآخر من أهم مقوماته وأهدافه، حتى تعم الفائدة.
* * *
     موضوع الحوار يحظى دائماً باهتمام الطيبين من البشر، والمصلحين من كل أطياف المجتمع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكل المثقفين وغيرهم، والحمد لله، ديرتنا لا تخلو من هذه الأطياف الصالحة، لأن الحوار قيمة راقية، وصوت هذا العصر، خصوصاً في ظل ظروف ومشاكل وأزمات مستجدة قد تدعو إلى التخاطب والتواصل والتعاون بشكل شفّاف ومنظّم وفاعل، بين كل الأطراف صاحبة العلاقة، وذلك لخدمة المصلحة العامة، قال تعالى «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ».
* * *
     نأمل أن تجلس كل الأطياف ذات الأفكار والآراء والنظريات الاقتصادية التي ازدحمت بها وسائل التواصل الاجتماعي، والندوات والمحاضرات الخاصة والعامة، وجهاً لوجه إلى طاولة حوار حضاري لوضع النقاط على الحروف، في محاولة جادة لحل المشكلة الاقتصادية التي أقلقت الجميع، حتى يعود إلى الديرة حراكها الاقتصادي المشلول، ويطمئن المواطن على مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة.
     فهل هناك من يتحرّك بفاعلية ووطنية للمطالبة بمثل هذا الحوار الذي أصبح مطلباً وطنياً؟!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

جريدة القبس 24 ابريل 2016

0 Comments:

Post a Comment

<< Home