برنسيس إيكاروس

Monday, April 18, 2016

مطعم لكل مواطن!


مطعم لكل مواطن!

***

    عنوان المقالة استعرته – مع الشكر – من مقالة الزميل الفاضل الاستاذ علي البغلي، الموسومة «نكتة الشباك الواحد!»، وقد اصطادني شعار «مطعم لكل مواطن» من المقالة، فاستفزني للكتابة.
***
    فعلاً، اصبح لا حديث لنا هذه الفترة غير المطاعم ونوعية مأكولاتها اللذيذة، خاصة تلك الجديدة التي اخذت تتكوم امام اعيننا بسرعة تفوق سرعة الليزر. والشيء اللافت تتكرر هذه الاحاديث يومياً في محيط العمل، في المدارس والجامعات، في الديوانيات، وعلى المستوى الاسري. والانكى انك تسمع عن كل ما لذ وطاب في عالم الأكل والمطاعم والكافيهات في النوادي الرياضية النسائية.. اذاً، لماذا نمارس الرياضة؟!
***
     يبدو أننا كمواطنين من جميع الفئات العمرية نفرح ونبتهج حين نسمع بافتتاح مطعم جديد أو مقهى حديث، وهكذا اصبحت الكويت بلد المطاعم والمقاهي بامتياز! متناسين ان %77 من الكويتيين أوزانهم زائدة، والنسبة بين السيدات %49، والأمر المخيف ان السمنة تهدد طلابنا وطالباتنا لانتشارها بينهم بنسبة %44 بين طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية، و%15‏ بين تلاميذ المرحلة الابتدائية، والتي يبدو انها في ازدياد.
متى نستفيق ونعي ان الحياة ليست فقط متعة الاكل، وان التنمية ليست بفتح المطاعم والكافيهات؟!
***
     لماذا لا نلتفت الى استثمار اموالنا بمشاريع اكثر فائدة للمجتمع؟ لماذا لا تتجه اموال القطاع الخاص، واموال المشاريع الصغيرة والمتوسطة الشبابية، الى القطاع الصناعي؟! لا سيما اننا بلد الطاقة النفطية المتوافرة والرخيصة، وبذلك تساهم هذه الاموال في تطوير وتنمية الصناعات الوطنية الحالية، أو إنشاء صناعات جديدة قادرين على إنتاجها، لتغطية الاحتياجات المحلية، حتى وان كانت صناعات صغيرة او حرفية بسيطة يديرها الشباب المتحمس للعمل الحر، وبالتالي تكون ايضاً رافداً اقتصادياً مع الموارد النفطية للديرة، خاصة ونحن نشكو من انخفاض سعر برميل النفط، موردنا الاقتصادي الوحيد.
      وبالتالي على «هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة» ان توجه شبابنا الى التصنيع الذي سيفتح امامهم آفاقاً جديدة ومتنوعة للاستثمار والربح المضمون.
بصراحة كنا نتمنى ان نسمع عن إنشاء مصانع حديثة ومتطورة تلبي احتياجات السوق المحلي بمنتجات جديدة مطلوبة، بدلاً من افتتاح مطاعم ومقاه تزيد الشحوم على اجسادنا، واجساد عيالنا، شباب المستقبل!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

القبس في 10 ابريل 2016

0 Comments:

Post a Comment

<< Home