برنسيس إيكاروس

Monday, April 18, 2016

الكويتي بين حالتين !


الكويتي بين حالتين !

***

صافحتني جريدة القبس أخيراً بعنوان استوقفني فحفزني للكتابة «السعادة يمكن ان تكون قاتلة». سأقتطف منه المهم: «من المعروف ان الاحداث الحزينة، يمكن ان تسبب حالة تعرف طبياً بـ«متلازمة القلب الحزين».. ويمكن ان تكون الحالة مميتة.. ولكن الجديد، ان فرط الاثارة والابتهاج للمناسبات السعيدة يمكن ان يسببا حالة يطلق عليها «متلازمة القلب السعيد»، مفادها ان السعادة يمكن ان تكون قاتلة».. مع اننا جميعاً نبحث عن السعادة ونشتهيها.
***
    ان حالات الوفاة هذه لن تجرؤ ان تدنو من المواطن الكويتي، والحمد لله. ذلك لان المواطن الذي يصل الى قمة سعادته بحصوله على كل هذا الدلال والاهتمام والعطاءات التي لا تنتهي من ديرته الحنون المعطاء، فجأة! تعترض سعادته بعض الامور التي تكدره، وتصدمه بقوة، ذلك حين يحس ويلمس، ويرى ويسمع، ويتأكد عن الفساد الذي استشرى في جسد الديرة، والسوس الذي اخذ ينخر كل زواياها بلا رحمة. هنا تعيد اليه هذه الظاهرة الموجعة توازنه النفسي والجسدي، وبالتالي ينجو من «متلازمة القلب السعيد».
***
     اما حين يكون المواطن في حالة يأس قاتلة، وحزن ممتد، لما وصلت اليه الديرة من تدنٍ في اهم الامور والعناصر الحضارية. فأينما يلتفت يجد كماً من المعاناة ينتظره، سواء في السياسة، التعليم، الامن، الرعاية الصحية، الاسكان، وغيرها من متطلباته وطموحاته. والأهم حين يجد ان التنمية قد توقفت عجلتها عن الدوران، وعلاها الصدأ، في جميع مناحي الحياة، فأغلب المشاريع التنموية حبيسة الادراج، او متوقفة، وحكومته الرشيدة ومجلس امته عاجزان عن اتخاذ قرارات مصيرية مهمة. هنا يشعر بأن روحه ستغادره، وان «متلازمة القلب الحزين» قاب قوسين او ادنى منه. وفجأة يسمع عن افتتاح حديقة الشهيد ذلك الصرح الحضاري المتفرد من نوعه، احدث مشاريع الديوان الاميري، كما يسمع بافتتاح قرية الشيخ صباح الاحمد الصباح التراثية، ذلك المعلم التراثي الذي تحقق بفضل ودعم من صاحب السمو اميرنا الشيخ صباح الاحمد الصباح، حفظه الله ورعاه. وبالتالي يعود اليه التوازن النفسي والجسدي، وتبتعد عنه «متلازمة القلب الحزين».
***
     اذاً .. على المواطن الكويتي ان يشكر الديوان الاميري الذي يسعده ويبهجه، والشكر موصول الى حكومته الرشيدة، ومجلس امته الموقر، اللذين يسببان له الحزن والكآبة.. فكلاهما يعيد التوازن النفسي والجسدي له، وبالتالي ينجو من الهلاك في حالتيّ المتلازمتين الحزينة والسعيدة، خاصة في هذه المرحلة المتقلبة، المتغيرة والمضطربة من حياته!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@hotmail_m

جريدة القبس 14 مارس 2016

0 Comments:

Post a Comment

<< Home