برنسيس إيكاروس

Monday, April 18, 2016

عذراً أديسون.. فأمي هي مصباح حياتي!


 

عذراً أديسون.. فأمي هي مصباح حياتي!

***

         «عذراً فيثاغورس، أمي هي المعادلة الأصعب. عذراً نيوتن، فأمي هي سر الجاذبية. عذراً أديسون، فأمي هي أول مصباح في حياتي. عذراً أفلاطون، فأمي هي البقعة الفاضلة في قلبي. عذراً روما، فكل الطرق تؤدي الى حب أمي. عذراً جولييت، فأمي هي حبيبتي. عذراً للجميع، فلم ولن أحب أحداً مثل ما أحببت أمي، فهي امرأة لن تتكرر في هذه الحياة. شكراً أمي لأنك أمي».
هذه العبارات الجميلة الرائعة، التي أدمعت قلبي قبل عينيّ، وصلتني من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. فشكراً لمن كتبها والشكر موصول لمن أرسلها.
***
     حين أكملت قراءة الرسالة، انتبهت الى انني قد فقدت امي منذ زمن بعيد، ولا تزال الدموع تلهب عينيّ شوقا وتوجع قلبي حسرة، وأشعر دائما ان هناك شيئا ما ينقصني، حنانها، دفؤها، لمسة يدها، بسمتها، ضحكتها، هدوؤها، صخبها، دعواتها، رعايتها، أما لذة حليبها فلا يزال يرطب جفاف لساني، فحبي لأمي تجاوز كل الحدود «يرحمها الله» فالام لا مثيل لها بين الخلق، حقا ان لغة الكلام تتعطل حين نتحدث عن الام.
لن تكفي تلك الكلمات لوصف الام، فهي مخلوق يستحق ابجدية جديدة مميزة لوصف مآثرها وفضائلها على البشرية عامة، يا الهي ما اروع الام والامومة، قالت ماري هوبكنز «الامومة اعظم هبة خص الله بها النساء»، وقال شكسبير «ليس في العالم وسادة انعم من حضن امي»، اما اندريه غريتري فقد قال «من روائع خلق الله، قلب الام»، ومحمود درويش يقول «لن اسميك امرأة، سأسميك كل شيء».
***
     اذاً، فلنحب هذا الكنز السخي الذي لا ينضب من الحب والحنان والعطف والرحمة والمودة، ولنقدّر هذا الحضن الدافئ الذي يكتسي بالامن والامان، ولنحترم هذه النعمة، غير متناسين المشاعر الحميمة، والاحاسيس الطرية التي تغدقها علينا امهاتنا بكل رغبة وبأبعد من الحب.
ولتحظ امهاتنا الرائعات باهتمامنا ورعايتنا، ولنشطب من قواميسنا كلمة جحود وجفاء وعقوق ونسيان وتناس، فمن اساليب القرآن الكريم في هذا الشأن الكبير أنه يوصي الابناء ببر الوالدين ويؤكد على الام بقوله «ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن» (لقمان – 14). اما الامام الشافعي يرحمه الله فيقول: «واخضع لأمك وارضها فعقوقها احدى الكبر».
وبالتالي، فهنيئاً لمن ما زالت أمه على قيد الحياة، فليشعرها ببساطة كلماته وعفويتها، بمدى حبه وتقديره واحترامه لها، التي بالضرورة ستسعدها، وترسم اجمل ابتسامة على وجهها.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

القبس 17 ابريل 2016

0 Comments:

Post a Comment

<< Home