برنسيس إيكاروس

Saturday, June 25, 2016

الى متى ستظل التكنولوجيا الحديثة تستعبدنا ؟

االى متى ستظل التكنلوجيا الحديثة تستعبدنا ؟
***
احدى الصديقات، تقول «جلست في أحد المقاهي لتناول قهوتي الصباحية، وإذ بأربع سيدات يجلسن بالقرب مني، وما أن استقررن في مقاعدهن حتى أخرجت كل واحدة منهن تلفونها الخاص، وبدأت بتصفح ما بداخله من رسائل، مستغرقة بالنظر فيه، من دون الاكتراث بالأخريات. ساد الصمت بينهن، الى أن جاء النادل لتلقي طلباتهن. تبادلن حديثا سريعا، وغادر النادل بطلباتهنّ، وعدنا الى أجهزتهن ليخيم الصمت مرة أخرى في عوالم التكنولوجيا الجامدة البكماء الصماء، لتستمر هذه الحالة أكثر من ساعتين، لينعدم أطراف الحديث بينهن».
***
هكذا التصقت هذه الأجهزة الذكية بيومنا بقوة عجيبة، لتجعلنا مدمنين، بحيث لا نستطيع الاستغناء عنها، سواء في البيت، العمل، الشارع، الأسواق والمولات، الملتقيات، ولا حتى ونحن نتناول طعامنا، أو نستمتع بصحبة طيبة مع فنجان قهوة، أو استكانة شاي، وحتى في الطائرة.
والأنكى التصاقها الأخطر، ونحن نقود سياراتنا. حتى أصبحت تستعبدنا وتدير دفة حياتنا اليومية في غفلة منا!
كما أثّرت بشكل ملحوظ وواضح في التواصل الشفاهي بين الناس والاستمتاع به، الذي يبدو أنه في طريقه الى التلاشي، كما في حالة السيدات الأربع.
***
لا أحد ينكر ما لهذا الاختراع المذهل ــ وسائل التواصل الاجتماعي ــ من فوائد ايجابية، اذا استخدم بطريقة صحيحة ولأغراض اجتماعية وإنسانية ضرورية.
ولكن من المؤسف أن هذه الحالة أصبحت عندنا ظاهرة، كتب عنها الكثير وسيكتب، ما دامت في كل يوم تزداد حدة، وتتنامى مع كل اختراع جديد وحديث، لتتوسع انتشارا في المجتمع، وبالتالي كيف سنجد الوقت الكافي للتفكير بأمورنا الخاصة، وأحوال مجتمعنا ومشاكله والتصدي لها، والمساعدة من كل أطياف المجتمع لتحريك عجلة التنمية المستدامة؟!
بصراحة المسؤولية تقع علينا جميعا كمواطنين ومسؤولين. لذا نتمنى على الجميع العمل الجاد للقضاء على هذه الظاهرة اللاحضارية، أو على الأقل التخفيف من حدتها، التي تفشت في المجتمع بشكل سريع، إن كنا نهتم بديرتنا ومستقبلها، ومستقبل شبابنا.

منى الشافعي
جريدة القبس 6 مايو 2016
m_alshafei@hotmail.com
alshafei_m@

0 Comments:

Post a Comment

<< Home