برنسيس إيكاروس

Wednesday, August 10, 2016

حتى نساهم في " الانفجار المعرفي " !

حتى نساهم في " الانفجار المعرفي " !
***
 
    استوقفني مصطلح «الانفجار المعرفي»، فأخذت أبحث عن معناه وماهيته ووظيفته وتاريخه.
     يقال ان الانفجار المعرفي هو «النمو السريع في معظم حقول المعرفة، علميا وفكريا وغيرهما، والذي أدى الى زيادة حجم المعلومات المتدفقة على العالم يوميا، وخاصة منذ بداية القرن الحالي».
     إذاً.. أصبحت المجتمعات اليوم في مواجهة تدفق غزير في المعلومات المعرفية، وتضخم في الكم والنوع، وذلك نتيجة للتطورات التكنولوجية العالمية التي يبدو انها لن تهدأ عن الجديد والحديث، ولا عن التغيير والتبديل. فمن المعارف العلمية المتنوعة من بحوث ودوريات علمية، وبراءات اختراع، وظهور تخصصات علمية جديدة خاصة في الطب والهندسة، والعلوم الحيوية وغيرها، الى المعارف الفكرية ونتاجها الهائل من الكتب والمجلات، والبحوث، وكل ما يستجد.
     وهكذا أصبح العالم يئن من حجم هذه الكتل الهائلة من المعارف المختلفة والمتنوعة، والتي تستحيل ملاحقتها اليومية، ومن ثم استيعابها وهضمها، حقا كما أطلق عليها البعض تعبير «صدمة معلومات ومعارف».
     ومع هذا، أجبرتنا على تحديها بمواجهتها والتعامل معها، ومتابعة كل ما هو جديد وحديث لحظة بلحظة بلا توقف، وإلا أصبحنا نشعر بالاغتراب المعرفي.
***
والسؤال هنا، أين نحن من كل هذا؟       
     والجواب، أننا كمجتمعات عربية نتلقى، ونستهلك فقط ،لا إنتاج ولا فاعلية، ولا دور لنا يذكر بالنتاج العالمي من الانفجار المعرفي، إلا فيما ندر. وبالتالي يجب علينا أن نسعى بجد الى تغيير هذه الصورة والقضاء على الأمية العلمية والفكرية والمهنية، ونجاري تطورات هذا العصر التكنولوجي المتسارع، وذلك بتغيير برامج التربية والتعليم عامة، ولنبتعد عن تلقي المعلومات والمعارف من غيرنا، ونتجاوزه الى الاهتمام بالموهبة الذاتية، والعبقرية الشخصية وخاصة عند شبابنا الواعد المهتم، الذي يتمتع بمواهب عديدة، وننمي عنده ملكة الاختراع والابتكار بكل اشكاله وتنوعه العلمي والفني والأدبي والفكري، ونشجع مهاراته، ونعتني بأفكاره، حتى نصل معه الى مرحلة الخلق والابداع والعطاء، ومن ثم نهتم بتأهيله حتى يستطيع أن يلحق بركب الحضارة المعرفية ويساهم بها، كونها لغة العصر التي لا غنى عنها أبدا، وإلا تخلفنا أكثر عن «صاروخ» الحياة المتسارعة معرفيا وفكريا، والتي بالضرورة ستتخطانا، وتدعنا نلهث وراءها من دون جدوى!
منى الشافعي
جريدة القبس 18 يوليو 2016
m_alshafei@hotmail.com
alshafei_m@


0 Comments:

Post a Comment

<< Home