برنسيس إيكاروس

Wednesday, August 10, 2016

الهم العربي إلى متى ؟

الهم العربي الى متى ؟
***
     «الضحك يقوي جهازك المناعي».. استفزتني هذه المعلومة، فتساءلت: هل هناك مواطن عربي يستطيع أن يضحك حد الفرح هذه الأيام الضبابية، وهو يعيش ويراقب فوضى عالم اليوم، وتلك القسوة العابثة التي تتلاعب بالإنسان الآمن البريء، والإنسانية؟!
     فمن فجر يومه وهو يسمع ويشاهد الصراعات الطائفية، وإثارة الفتن والعنصرية من حوله، أو يخوض مجبراً تلك الحروب العدمية، والتفجيرات الإرهابية هنا وهناك، وغيرها من وسائل الموت الجماعي المدمّر لأحلام البشر.
      وهكذا.. يبدو أن المواطن العربي تحيط به كل ألوان الهموم ومشاكلها، وبالتالي لا وقت لديه للضحك بصوتٍ عالٍ ليتعافى من أزماته المتكررة، وأمراضه المزمنة، فكلما يحاول أن يهرب من الهموم والأحزان، فوجئ بأن الأحزان هي التي تبحث عنه.
وأعمق أحزانه، وأشدها قوة عليه وعلى مستقبل أجياله الشبابية، الإرهاب الذي طال العالم من كل زواياه. والأنكى والأمّر أن هناك بيننا جماعات إرهابية تغرر بشبابنا، وتغسل أمخاخهم الطرية بوسائلها الدنيئة الخاصة، وتحثهم على ممارسة أعمال إرهابية شاذة متطرفة، مرفوضة دينياً واجتماعياً، ضد الآمنين من البشر.
نعم، نتمنى أن نضحك لو قليلاً، لكن بعد أن نتغلب على هذا الوضع المنحرف / المقلوب الذي ابتلينا به.. كيف ومتى؟!
***
     يقول الأستاذ خالد حمود بورسلي، في مقالته الأسبوعية المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «الإرهاب هو عدو الدول العربية الأول، منفذوه أغلبيتهم من الشباب، صغار السن الهاربين من مدارس ومناهج وأساليب التربية والتعليم البالية، منذ أكثر من ثلاثة عقود في الدول العربية، لذا اختطفتهم منظمات إرهابية، وغسلت أدمغتهم وأمخاخهم وشحنتها بالغلو والتطرف الديني ضد دولهم وشعوبهم وأهلهم وإنسانيتهم».
    ويضيف: «ولقد حدّد صاحب السمو – أمير دولة الكويت – الشيخ صباح الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، في خطابه في مؤتمر قمة نواكشوط يوليو 2016، أسلوب وآلية المواجهة بأربعة أبعاد لا غير، وهي، الأبعاد التعليمية والتربوية والدينية والثقافية. وبالتالي، متى ما تغلبت الدول العربية على هذه الأبعاد، فستكون الدول العربية، وشعوبها، هي المنتصرة ضد العدو الأول (الإرهاب)».
     ولنبدأ بأنفسنا، ونطالب حكومتنا – كمواطنين – بوضع خطة عمل سريعة لتغيير وتجديد وتحديث هذه الأبعاد الأربعة، التي أشار إليها صاحب السمو أميرنا، ولنبدأ بالتربية والتعليم، حتى نحافظ على عقول شبابنا ومستقبلهم، ومستقبل الديرة، وننقذهم من الانزلاق في دهاليز الإرهاب البغيض.
منى الشافعي
القبس 9 اغسطس 2016
m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m
 


0 Comments:

Post a Comment

<< Home