برنسيس إيكاروس

Thursday, September 15, 2016

للعيد لون آخر



للعيد لون آخر !
***
     «وين بتروحون هذا العيد؟!».. أصبحت هذه العبارة في السنوات الأخيرة روتينية، اعتدنا سماعها من أغلبيتنا، وذلك قبل العيد بأيام قليلة، خاصة اذا عرِفت أن إجازة العيد أطول من المتوقع . وتعني هذه العبارة، إلى أي بلد ستسافرون لتمضية إجازة العيد ؟ وكأن قضاء أيام العيد السعيد خارج الديرة أصبح تقليداً ضرورياً وأمراً مهمّاً لا بد منه. لماذا ؟.. هل أصبحت الديرة طاردة؟
* * *
     في ماضي الديرة، كان لأيام العيد عادات وتقاليد بسيطة، غادرنا معظمها. وكانت هناك مباهج وطقوس عفوية هجرتنا، وكان للأعياد مظاهر خاصة لها نكهة حلوة ينتظرها الكبير قبل الصغير، يبدو أننا تناسيناها، بسبب مستجدات الحياة العصرية الحديثة المتسارعة والمتغيرة، ومتطلباتها الجديدة. وهكذا لم يبق منها غير بعض الواجبات الاجتماعية، من تهانٍ وتبريكات سريعة، أغلبها إن لم يكن كلها، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي المادية «الجامدة» اللاحسية.
حتى أطفال هذه الأيام بات شعورهم بالعيد شبه مفقود، أما العيدية التي كانت تشكّل عندنا أجمل فرحة، أصبحت عندهم بلا طعم ولا رائحة!
وهكذا أصبحت أيام العيد عندنا مجرد إجازة للراحة من العمل، مهما كان، أو إجازة للمتعة خارج أسوار الديرة للقادرين ، وهم كثر!
* * *
     والسؤال الذي طرحناه : لماذا أصبحت الديرة طاردة ؟ ولماذا ازدادت هذه الحالة لتشكل ظاهرة سلبية معتمة ؟!
     ربما لأن ألوان الفرح والمتعة البريئة في الديرة أصبح لها قوانين جديدة وأكثر من لائحة ، وفتاوى تحرّم حتى الابتسامة والضحكة وتلغي الموسيقى وتشدّد على الغناء ، حتى ان مجرد التصفيق والتمايل مع النغم والطرب الأصيل ، بات لهما ضوابط ومعايير لا تتناسب مع الفرح وبهجة العيد . وبعد هذا ، هل نلوم المواطن اذا طلب المتعة والفرح بعيداً عن هنا ؟!
    أليست هذه الحالة / الظاهرة تستحق الدراسة والاهتمام من جميع الأطراف المعنية ، حتى لا يضطر المواطن في كل مناسبة ، ومن غير مناسبة ، وكل عيد ، الى البحث عن متعة تسعده حد الفرح ، وتريحه من عناء الحياة اليومية وروتينها ، خارج الديرة ؟.. «علماً بأن في الديرة مطعماً لكل مواطن»!
وعيدكم مبارك ، وعساكم من عواده.
منى الشافعي
القبس 12 سبتمبر 2016
m_alshafei@hotmail.com
@
alshafei_m


0 Comments:

Post a Comment

<< Home