برنسيس إيكاروس

Saturday, November 12, 2016

إقناع الناخب والتأثير فيه



 إقناع الناخب والتأثير فيه
***

     انتشرت المقار الانتخابية في الديرة، وابتدأت المنافسة بين المرشّحين -من الجنسين- لمجلس أمتنا القادم. وانهالت دعوات افتتاح المقار بكل وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها .

     كل الشعارات تدعو لإعادة الكويت إلى زمنها الجميل، من حيث التطوير والإصلاح الشامل، والقضاء على الفساد.

    الإنسان الكويتي لا ينقصه الوعي ولا الإدراك، ولا الفطنة ولا الثقافة العامة، وقد زادته تلك التجارب الانتخابية المتقاربة ذات الحراك السريع المتغيّر والمتبدّل التي مرت عليه خلال العقد السابق وعياً وحذراً. غير متناسين مقولة «لا يلدغ الناخب من جحر عشرات المرات». وبالتالي يحتاج إلى مرشّح «قول وفعل» على أرض الواقع، يقنعه ببرنامجه الانتخابي ومشاريعه الإصلاحية المستقبلية.

     وهنا يقفز السؤال، كيف تتصرف أيها المرشّح لتهيئة الرأي العام لتقبّل برنامجك الانتخابي الإصلاحي الشامل للديرة، الذي بالضرورة، يتضمن توجهاتك وسياستك نحو التشريع والرقابة، واتخاذ القرارات الصائبة التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وكيف ستتحمّل هذه المسؤولية الضخمة حين تنجح وتتسلّم موقعك الحسّاس تحت قبة عبد الله السالم ؟

       من قراءاتي البسيطة حول هذا الموضوع المهم تبين لي أن الإيمان بالشيء هو سيد الموقف. وبالتالي هناك وسيلتان لدفع الناخب -من الجنسين- للإيمان ببرنامجك الانتخابي.

      الوسيلة الأولى باستخدام قوة النفوذ الاجتماعي والاقتصادي، واستخدام المال كمعيار لجذب البسطاء من الناس وأصحاب النفوس الضعيفة نحوك، وطبعاً هذه ظاهرة لا أخلاقية، مرفوضة دينياً واجتماعياً ويجرّمها القانون.

     ولا نعتقد أن أحداً من مرشحينا الأفاضل سيختار هذه الوسيلة الخائبة التعيسة، في عصر الحرية والديموقراطية، فهناك وسيلة أخرى مشروعة، حضارية ومهذبة، تعتمد على ما يسمى بالإقناع والتأثير في الناخب، من خلال وسائل اتصال مقبولة علنية وواضحة، مثل إلقاء المحاضرات، إقامة الندوات المفتوحة، فتح باب المداخلات والمناقشة، طرح الأسئلة، المقابلات التلفزيونية والصحافية، زيارة جمعيات النفع العام والدواوين وغيرها .

     بهذه الوسيلة المشروعة، سيقدم المرشّح نفسه وبرنامجه للناخبين، وعليه أن يتذكر أن مبدأ الإقناع والتأثير بحد ذاته يعتبر جزءاً لا يتجزأ من نظام الحياة الديموقراطية، بل هو أولى خطواتها السليمة الصحيحة.

إذا حقّق المرشّح هذه المعادلات البسيطة، ضمن مقعداً نيابياً تحت قبة عبد الله السالم، التوفيق والنجاح لكل من يحمل الكويت في قلبه!

منى الشافعي

جريدة القبس 25 اكتوبر 2016

m_alshafei@hotmail.com

@alshafei_m

0 Comments:

Post a Comment

<< Home