برنسيس إيكاروس

Sunday, November 13, 2016

الوجه الآخر لصفّارات الانذار


الوجه الآخر لصفّارات الانذار  

***
     صباح الثلاثاء الماضي، قامت الإدارة العامة للدفاع المدني بتشغيل تجريبي لإطلاق صفّارات الإنذار الحديثة الصنع في جميع المناطق بمحافظات الكويت الست. كان الهدف منه التأكد من الصلاحية الدائمة والمستمرة للصفّارات، وتوعية المواطنين والمقيمين بمدلولات ونغمات الصفّارات الثلاث، في حالة تنبيه، أو وقوع، أو زوال أي مصدر من مصادر الخطر ــ طبيعية، صناعية، حربية، وغيرها ــ وهذا جهد تشكر عليه الادارة العامة للدفاع المدني، والقائمون عليها.
***
      في لحظات التشغيل التجريبي لصفّارات الإنذار، كنت جالسة مع إحدى الصديقات، وإذا بها تنبهني إلى فكرة عابرة، تواردت إلى ذهنها من وحي صوت الصفّارات، ذلك أن هذه الصفّارات بنغماتها الثلاث، تذكرنا، تنبهنا، وتوعينا، إلى أننا جميعاً أبناء وطن واحد، يجمعنا مصير ومستقبل واحد، نركب سفينة واحدة.
لذا، يجب علينا أن نبتعد عن التفاصيل الأكثر خصوصية، كالانتماء الديني، المذهبي، الطائفي، القبلي، العرقي، العائلي، أو الحزبي، فلكل نكهته وتميزه، بصمته وخصوصيته واختلافه الذي يثري المجتمع ويرتقي به. ولنبتعد أكثر عن الغلو والتطرف في كل شيء، ونقترب من الاعتدال/ الوسطية. ولندرك أن التعايش السلمي الجميل بين هذه الأطياف الأجمل التي تشكل مجتمعنا الصغير، الذي ولله الحمد يتسع برحابة صدر للجميع، ولكل الأفكار البناءة، والتوجهات النقية الفاعلة، هو الحب الحقيقي الذي نقدمه للآخر وللديرة الحنونة. ولنفترض دائماً حسن النية في علاقاتنا، ولنبسّط الأمور بيننا، بعيداً عن الصراعات والتشنجات التي لا مبرر لها، ملتفتين إلى المصلحة العامة/ مصلحة الجماعة/ مصلحة هذا الوطن، الذي ربما تناسيناه في خضم الإفراط في تضخيم مصلحتنا الشخصية، ولنحافظ على تماسكنا وتوادنا وتراحمنا، غير متناسين أننا من دون الآخر لا شيء!
      بذلك، نستطيع أن نتحدى فوضى عالم اليوم، الذي نحن لسنا بمعزل عنه، وحتى لا يضيع -لا سمح الله- هذا الوطن الجميل من بين أيدينا، بغفلة منّا.
ربي يحفظ هذه الديرة العصية على كل طامع وحاقد وحاسد.
شكراً لصفّارات الإنذار التي نبهتنا الى أمور جميلة ورائعة.

منى الشافعي

جريدة القبس 13 أكتوبر 2016
m_alshafei@Hotmail.com
@alshafei_m

0 Comments:

Post a Comment

<< Home