برنسيس إيكاروس

Sunday, November 20, 2016

رائحة شراء الأصوات


رائحة شراء الأصوات
***

أخيراً.. رائحة شراء الأصوات باتت موجودة، وموثقة رسمياً في ساحة الانتخابات لبرلمان 2016. فقد ظهرت على العلن أكثر من قضية ضبط لحالات الشراء. وهذا يدلنا على أن البعض من المواطنين قد تجاوز القوانين والأنظمة واللوائح المعمول بها في الديرة، وتجرأ على خرقها. كما تعكس بوضوح عدم الاحترام للقانون، لأن الإحساس بالمسؤولية معدوم بين الذين يمارسون هذه الأساليب الضالة، الفوضوية، المرفوضة دينياً، واجتماعياً، وأخلاقياً وقانونياً، للوصول بالغش والتدليس لقبة عبدالله السالم، والفوز بمقعد وفير مريح من دون وجه حق! أين الضمير هنا؟!
لذا، فلنتصد لهذه الرائحة الكريهة، فرداً، وجماعة، وحكومة، ونقضِ عليها من جذورها ومنبعها، لأننا بلد حر، ديموقراطي، تحكمه القوانين والأعراف، وتسيّر جميع أموره. فالقانون هو أساس الحكم في أي دولة، وهو الذي ينظّم العلاقة بين الناس أنفسهم، وبينهم وبين السلطة الحاكمة والمسؤولة عن البلد.
وإذا أراد أي مجتمع أن يكون حضارياً، منظماً ومتقدماً، فما عليه إلا أن يقبل بمبدأ سيادة القانون كأساس متين ثابت وواضح لوجود هذا المجتمع، لأن القانون سيوفر الحماية والراحة النفسية للفرد والجماعة، كما سينشر الأمن والنظام، ويحافظ على استتبابهما، وهذا الذي يجعل الناس في حالة أمان دائم واطمئنان ملحوظ ومحسوس. بحيث تصب اهتماماتهم في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم وتطلعاتهم الخاصة بكل شرف وأمانة. وهكذا سيكون هذا المجتمع راقياً وفاعلاً، في المنظومة العالمية، ذلك لأنه لا يعيش في غابة، وليس بمعزل عن الحضارة.
والحمد لله أن ديرتنا لا تنقصها القوانين الرائعة في كل مجالات الحياة، تحتاج فقط الى تطبيق وتفعيل سريع حين تتطلب بعض الأمور ذلك، وهذا ما نرجوه كمواطنين شرفاء من المعنيين أن يحاسبوا حالات شراء الأصوات بالسرعة الممكنة، وفق اللوائح والقوانين المعمول بها في الديرة، حتى تعود هيبة القانون للكويت الجميلة.
يا جماعة الخير، الى متى هذا التسيب، وعدم احترام القانون؟! مع أنه بكل بساطة، ما علينا إلا احترام الحقوق والواجبات كلٌ تجاه الآخر، وتجاه الوطن (الديرة)، ولندرك أن هيبة القانون، التي تناقصت عندنا، واحترامه مطلبان وطنيان، صحيان، حضاريان.
منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
alshafei_m@

0 Comments:

Post a Comment

<< Home