برنسيس إيكاروس

Monday, January 30, 2017

مهرجان القرين الثقافي .. منارة ثقافية


مهرجان القرين الثقافي .. منارة ثقافية !
***

     حين يطلّ علينا مهرجان القرين الثقافي كل عام، ببرنامجه الحافل مختلف الفعاليات، والأنشطة المتميزة، ذات الفكر والأدب التي تزيدنا معرفة وثقافة. ولن نغفل أنواع المجالات الفنية الراقية، التي تحكي ثقافات الشعوب برقصاتها الفولوكلورية – الشعبية الجميلة، وموسيقاها العذبة. وتلك المعارض التشكيلية بألوانها المشرقة، ناهيك عن المسرحيات المحلية والعربية، والأفلام العالمية، وغيرها من العروض الفنية الأخرى التي تمتعنا، وترسم البسمة على الوجوه، وترطب يباس النفوس العطشى للبهجة والمرح، يسكننا الفرح.
    ولمهرجان القرين الثقافي بصمة واضحة، في مسيرة الكويت الثقافية، ورعايتها للثقافة والفنون والآداب. كما أن لهذا المهرجان الثقافي مكانة مميزة في مسيرة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، يستحق أكثر من تحية على اختياراته الراقية لمثل هذه الفعاليات الثقافية المتنوعة التي نعشق أن نعيش أجواءها، ونستمتع بعذوبتها، ونستفيد من معارفها وإبداعاتها.
***
      فجأة.. وفي غمرة أفراحنا هذه، يظهر من يحرّم تلك العروض والفعاليات الرائعة، ويصادر الفرح من العيون، ويسلبنا حقنا المشروع في الاستمتاع بهذا الفن الراقي، ويحاول أن يحرمنا من التعبير عن فرحتنا، ويئد مشاعرنا، وأحاسيسنا الانسانية، وينتهك أبسط حقوقنا في التعبير عن سعادتنا بالابتسام والتصفيق والمرح.
والأنكى.. تشعرك تلك الفئة المنغلقة بأنك محاصر ومقيد بسلاسل العيب الحرام، ويمارس عليك الولاية والوصاية، بحجة ديننا الاسلامي السمح الرائع الذي لا يمنع الفرح، ولا يغتال البهجة، ذلك لأنها تعاني سطحية التفكير.
     والأدهى.. أنها تتوعد، وتأمر وتنهي حسب قناعاتها الشخصية، ورؤاها الضيقة، وكأنها هي المسؤولة عن جميع الخلق في الحياة، متناسية أن الإنسان السوي العاقل الناضج، هو الوحيد الذي يملك حرية نفسه، واتخاذ قراراته الشخصية في طريقة عيشه، واسلوب حياته، ويرفض الوصاية.
       لماذا يريدون للسعادة أن تهرب من أيدينا، وللفرح أن ينطفئ في عيوننا الجميلة؟ ألا يدركون أن الفرح والمرح والتعبير عنهما والاستمتاع بأجوائهما، من أكثر عناصر الحياة أهمية. وبالتالي فنحن بشر نحتاج إلى تحريك عواطفنا الانسانية، والترويح عن نفوسنا، كاحتياجنا إلى الماء والهواء، والأكل والشرب.
      مهرجان القرين الثقافي منارة ثقافية نفتخر بها ونعتز، ليس على المستوى المحلي فقط، بل تعدى صداه العالم العربي إلى الدولي. فشكرا لحضوره البهي. ننتظره بشغف العام المقبل بأجمل برنامج!


جريدة القبس 29 يناير 2017
منى الشافعي

0 Comments:

Post a Comment

<< Home