برنسيس إيكاروس

Monday, January 02, 2017

الصمت والسكوت ينمّيان الإشاعة !


الصمت والسكوت ينمّيان الإشاعة !
***
تضطرنا دائماً الظروف الحرجة التي نعيشها إقليمياً وعالمياً، وتسارع أحداثها التي أصبحنا في دائرتها، إلى أن نكتب أكثر من مرة في موضوع سبق أن أشبعناه كتابة، علنّا نتذّكر، نعي ونستفيد.
* * *
     تعتبر الإشاعة وباء نفسياً له خطورة على المجتمعات الآمنة، ومن أخطر آثارها تضليل الرأي العام، وإثارة الفتن بين فئات المجتمع وأطيافه المختلفة. فمع وجود وانتشار تقنية وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، التي أسأنا استخدامها، وسخرّناها لمثل هذه الأغراض الخبيثة، نمت وتضخمت وانفجرت الإشاعات بكل أشكالها وألوانها، وهذا أمر طبيعي في مثل هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، والجو المحتقن المأزوم الذي فرضناه علينا في الداخل، وحتماً ستجد هذه الإشاعات الملوّنة مكاناً خصباً، ومرتعاً فسيحاً، في عقول البسطاء منا ونفوسهم.
    لنع جميعاً أن الإشاعة دائماً تصب في مصلحة مصدرها الأساسي، لغاية أطلقت من أجلها، كما تعتبر من أكثر الحروب المعنوية، والأوبئة النفسيّة خطورة على المجتمع، بسبب سرعة انتشارها وسهولتها، خصوصاً في عصر التكنولوجيا المتجددة.
     ولنعلم أن الإشاعة سلاح الضعفاء والجبناء والفاشلين الذين يختبئون خلف دخانها، لذلك وجب علينا جميعاً، بكل أطيافنا، التصدي لها، وكشف أغراضها وأسبابها، وبواعثها، وعدم المبادرة بتصديق كل ما يشاع من دون بحث وتدقيق، والأهم حصرها في أضيق الحدود حتى لا تزداد اشتعالاً وانتشاراً.
* * *
    ما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن الغموض دائماً يولّد الشك عند الناس. وبالتالي تنمو الإشاعة بهذا الجو الذي يلازمه الخوف والتوتر، والقلق مما سيحدث.
     لذا، من واجب حكومتنا الرشيدة أن تكون دائماً على اتصال مباشر ومفتوح وصريح، من خلال قنواتها وأدواتها الرسمية مع الناس. لأن هذه الشفافية كفيلة بفشل أقوى الإشاعات وأبشعها، ومن ثم انطفائها قبل أن تشتعل. غير متناسين أن الصمت والسكوت من قبل الجهات الرسمية ينمّيان الإشاعات، فتصبح بعد فترة مستساغة، وقابلة للهضم والانتشار الأبعد!
منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

0 Comments:

Post a Comment

<< Home