برنسيس إيكاروس

Tuesday, March 21, 2017

فرح فبراير !


فرح فبراير !

***
     الكويت جميلة، أنيقة وطيبة، على صغر حجمها، لكنها تتسع لكل أطيافها الرائعة. لذا تستحق أن تتزين بكل ألوان قوس قزح الزاهية المشرقة، ومن حقها علينا ــ عيالها ــ أن نحتفل بأعيادها، ونزيدها فرحاً، ومرحاً ووناسة.
فبراير الديرة يختلف، له نكهة لا تشبه غيرها، وفرحة غير الفرحة، وحضور جميل يميزه، فها هو الربيع يطلّ علينا بأزهار نويره الملونة، وروعة نخيله الشامخ، ورائحة وروده التي تجدد الحياة من حولنا.
     وأجمل ما يحمل بين أيامه الربيعية المشتهاة أعيادنا الوطنية الغالية علينا، عيد الجلوس/ الاستقلال، وعيد التحرير. ولن نغفل هنا احتفالات «هلا فبراير» المتنوعة المبهجة للصغار والكبار، أما حراكه الاقتصادي فيسعدنا.
***
     في فبراير تتزين البيوت بأعلام الوطن، تتباهى الشوارع والطرقات، المحال والمولات وغيرها، بالأنوار الملونة، والأضواء البرّاقة التي تبهج النظر، وتسر الخاطر.
نحتاج فقط إلى أن تتجمّل قلوبنا جميعاً، بكل أطيافنا، باحترام الآخر وتقبله كما هو، والتعايش الجميل معه، وأن تتبارى نفوسنا بالتسامح والإخاء، الحب والمودة، التي بدأت تتآكل في مجتمعنا الصغير. كما نتمنى أن نغسل قلوبنا من شوائب الأحقاد والشرور اللئيمة، التي أخذت تنخر بجسد ديرتنا المسالمة الطيبة، وأن تتزين أرواحنا بالبياض والنقاء، قبل أن نزين بيوتنا بالأنوار والأضواء البراقة.
***
      منْ منّا يرفض الفرح؟! في الوقت الذي بتنا نتعطش إلى لحظة حب دافئة، نظرة تبهجنا، كلمة محبة توقظ مشاعرنا الغافية وتحرك أحاسيسنا الهاربة، في ظل هذا العالم المهووس بالنزاعات الطائفية والحروب العدمية، الملوث بكل أنواع الفساد وأشكاله المرفوضة، وغيرها من منغصات الحياة.
رغم كل هذه الظروف المتعبة المرهقة، غير المألوفة، التي نمر بها داخل الديرة وخارجها، لن ننسى أننا شعب يعشق الفرح، فطرنا على حب الوناسة، نسعى إلى الحصول عليها في كل لحظة من لحظات حياتنا، كما لن نغفل أن شهر فبراير كريم بعطاءاته الحلوة الجميلة المتنوعة.
      إذاً، لنعش هذا التنوع من الفرح والمرح والوناسة، التي تعجبنا ونرغبها، فالحياة أقصر مما تتخيلون. وعلى كل منغلق ورافض للفرح أن يبتعد بسهولة عن هذا الدرب، ويدع غيره يعبّر بعفوية وتلقائية عن كل حالات الفرح التي تسكن روحه الطازجة، ويستمتع بكل مظاهر «هلا فبراير» وأعيادنا الوطنية وغيرها من أعياد الحب والفرح.
      من حقنا أن نفرح ونبتهج، ولتكن كل أيام الديرة أعياداً سعيدة، وكل فبراير والجميع بألف فرح!
منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

جريدة القبس 19 فبراير 2017

 

0 Comments:

Post a Comment

<< Home