برنسيس إيكاروس

Tuesday, March 21, 2017

هل نعود إلى اسلوب حياتنا ؟!


هل نعود إلى اسلوب حياتنا ؟!

***
     لأربعة أيام مضت، امتنعت يدي اليمنى، مجبرة، عن تحريك مفاتيح هاتفي النقّال، وبالتالي انقطع تواصلي اليومي المستمر مع الأصدقاء الرائعين عبر «الواتس أب»، كما أصدقاء الفضاء الافتراضي عبر حساباتي المتنوعة في وسائل التواصل الاجتماعي.
     سبب انقطاعي عن تواصلي الجميل مع الأصدقاء، نتيجة آلام شديدة في يدي اليمنى، أجبرتني أن أتصالح مع «إبرة كورتزون» في يدي. وبالتالي استخدام الهاتف النقّال، واللاب توب، والآي باد، قد توقف عندي، لأن مجرد الضغط بالأصابع على لوحة مفاتيح هذه الأجهزة، يسبب وجعاً، ويؤخر الشفاء.
***
    في اليوم الخامس، وبعد أن خفّ الألم، حاولت أن أفتح الهاتف النقاّل، وأحرك بعض مفاتيحه، لبضع دقائق، متلهفة على ما فاتني!
بصراحة.. هالني الكم العددي من الرسائل النصية التي تكومت بارتياح في صفحات الأصدقاء عبر «الواتس أب». ناهيك عن حساباتي في الوسائل الأخرى، التي لم يسعفني وقتي لغير قراءة العناوين فقط.
ما لفت نظري، لم يكن هناك أي رسالة نصية من بين هذا الكم الهائل تستفسر عن انقطاعي المفاجئ عن عدم التواصل. يبدو أن أغلبيتنا، وأنا منهم، لا ينتبه إلى هذا الأمر. ويستمر في الإرسال من دون أن يتأكد أن الطرف الآخر قد فتح رسائله، أو العكس.
     وهذا ما دفعني للكتابة، فمن المؤلم أن تلك التكنولوجيا الذكية، استعبدتنا وسيطرت على حياتنا بشكل آلي، فأصبحنا جميعاً مرسِلاً ومستقبِلاً، وما بينهما من رسائل مختلفة بسلبياتها وإيجابياتها، جامدة بلا روح طرية، ولا نكهة شهية. لذا ضاعت الأحاسيس الإنسانية، واختفت المشاعر الرقيقة.
والأنكى افتقدنا حميمية المكالمات الصوتية، واللقاءات الجميلة. وهكذا أثّرت تلك التكنولوجيا الحديثة بشكل واضح في تغيير أسلوب حياتنا في التواصل، مكتفين برسالة نصية قصيرة لا طعم لها ولا رائحة.. وحتى هذه الرسالة لم تصلني من الأصدقاء، أقصد الأصدقاء الذين أتواصل معهم بشكل يومي، لتقول «.. عسى ما شر؟!»!
    لست هنا لأعتب على أصدقائي الرائعين، لكنني أتألم لما وصلنا إليه، وأعتب وألوم على التكنولوجيا. فهل هناك بعض الأمل في التغيير والعودة لأسلوب حياتنا، قبل الحديثة والذكية، و.. و.. و.. والحبل على الجرّار؟!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
جريدة القبس 1 مارس 2017

0 Comments:

Post a Comment

<< Home